هل تتورط قطر وتركيا في تمويل المُسيرات الإيرانية؟
كلما توسعت المليشيات الحوثية في إطلاق الطائرات المسيرة باتجاه المملكة العربية السعودية والمناطق المدنية بوجه عام، كلما عدَ ذلك مؤشرا على تضاعف حجم الدعم الذي تتلقاه العناصر الإرهابية من محور الشر القطري التركي الإيراني، وهو ما يتطلب جهود دولية أكبر لتفكيك هذا التحالف والتعامل مع الأذرع الإرهابية التي يرعاها في المنطقة.
خلال الأسبوع الماضي تمادت العناصر المدعومة من إيران في إطلاق الطائرات المسيرة باتجاه المملكة العربية السعودية وفي يوم واحد أسقطت دفاعات التحالف العربي خمسة طائرات مسيرة وصاروخ بالستي، واستمرت العمليات الإرهابية حتى مطلع الأسبوع الجاري، وليس من المتوقع أن تهدأ وتيرة الجرائم الحوثية في ظل حالة من الركود الدولي في التعامل مع إرهاب إيران وقطر وتركيا بالمنطقة العربية.
وأحبط التحالف العربي اليوم الأحد، هجومًا لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بطائرة مسيرة مفخخة بالأجواء اليمنية قبيل وصولها للأراضي السعودية، وأكد في بيان أن تعامله بحزم مع مصادر التهديد لحماية المدنيين والأعيان المدنية من الهجمات العدائية
أسقطت الدفاعات السعودية، أمس السبت، طائرتين مُسيرتين مفخختين أطلقهما الحوثيون الإرهابيون نحو المملكة العربية السعودية، وأشار التحالف العربي إلى استمرار تصعيد مليشيا الحوثي العدائي بتعمد استهداف المدنيين والأعيان المدنية في المملكة.
من المؤكد أن إيران هي الجهة المصنعة للطائرات المسيرة وهي من تقوم بتدريب الحوثيين عليها، لكن ذلك لا يمنع من إمكانية تورط أطراف أخرى في وصول أعداد كبيرة من قطع غيار الطائرات للمليشيات الحوثية التي تقوم بتجميعها وإطلاقها، لأن إطلاق أعداد كبيرة من الطائرات خلال فترة وجيزة في الوقت الذي تعاني فيه طهران حصارا اقتصاديًا يبرهن على أن هناك أطراف أخرى تمول عملية إطلاق الطائرات وتهدد أمن المملكة العربية السعودية.
يشير معهد الدراسات السياسية الدولية (ISPI) ومقره مدينة ميلانو الإيطالية إلى أن عدد من الدول في منطقة الشرق الأوسط أنفقت ما لا يقل عن 1.5 مليار دولار على الطائرات المسيرة العسكرية خلال السنوات الخمس الماضية، وهو ما يشير إلى دخول أطراف أخرى إلى جانب إيران لديها الرغبة في إشعال المنطقة من خلال إطلاق المُسيرات.
لعل ما يؤكد ذلك أن هناك تحالفًا وثيقًا بين الشرعية الإخوانية التي تتلقى دعمًا من قطر وتركيا وبين المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وبالتالي فإن أي أهداف تحققها الطائرات المُسيرة التي تُسقطها الدفاعات الجوية للتحالف العربي قبل وصولها أهدافها سينعكس بالطبع على الطرفين.
لن يكون مستبعدا دخول أطراف أخرى على خط تمويل أو تسهيل وصول الطائرات المسيرة للمليشيات الحوثية، لأن هناك دلائل عديدة على تورط قطر في تمويل المليشيات الحوثية في الوقت الذي اشتدت فيه العقوبات الأمريكية على طهران في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وفي ظل انفتاح قادة المليشيات الحوثية على عناصر مسلحة تمولها قطر وتركيا على رأسها حركة حماس.
وكانت مقاتلات التحالف العربي قد قصفت ، اليوم الأحد، موقعا عسكريا خصصته مليشيات الحوثي الإرهابية لإطلاق المسيرّات المفخخة، وأعلن استهداف منصة إطلاق ومسيرات للمليشيا المدعومة من إيران، وتدمير عربات إسناد ومشغلين.