توترات تعز تنذر بضرب مؤامرة الشرعية في مقتل
تدفع أجواء التوتر التي ضربت محافظة تعز، اليوم الاثنين، نحو إمكانية توجيه ضربة قاسمة أجندة الشرعية الإخوانية التي تولي أهمية كبيرة لهذه البقعة نظرًا لوضعها الاستراتيجي.
محافظة تعز شهدت اليوم، مسيرة احتجاجية عبّر المتظاهرون خلالها عن غضبهم الشديد من هول الأعباء الإنسانية التي تسبّبت فيها مليشيا الشرعية بفعل سياسات وممارسات الإهمال والتوسع في نهب الموارد والثروات.
وخرج مئات المتظاهرين صباح اليوم، وردّدوا هتافات مناوئة للسلطة الإخوانية، كما أحرقوا صور الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، حسبما أظهرت لقطات مصورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفيما كان غرض المحتجين التعبير عن غضبهم من تردي الأوضاع المعيشية في محافظة تعز ويحملون الشرعية الإخوانية مسؤولية ما آلت إليه الأعباء، فقد شوهدت حالة من الفوضى العارمة تضرب المدينة بعدما اختار مسلحون يتبعون مليشيا الشرعية بقمع الاحتجاجات.
وفيما وصل الاعتداء الإخواني على المحتجين حد إطلاق الرصاص عليهم وسط توارد معلومات – لم يتسنَ التأكّد منها – عن سقوط ضحايا، فقد أثارت هذه الجريمة الإخوانية غضبًا عارمًا، لا سيّما أنّها تتزامن مع انسحابات تمارسها مليشيا الشرعية الإخوانية من الجبهات أمام المليشيات الحوثية في مناطق عدة مثل البيضاء ومأرب وشبوة وأبين.
وفيما هدّد المحتجون بالإقدام على التصعيد في الأيام المقبلة، فإنّ هذا الأمر يوحي بأنّ زمام الأمور قد تنفلت من قبضة الشرعية الإخوانية، وذلك على الرغم من السياسات القمعية التي اتبعتها الشرعية في المناطق الخاضعة لها، إذ تتقاسم السيطرة على المحافظة مع المليشيات الحوثية.
ومن المؤكّد أنّ خسارة السيطرة على تعز ستكون ضربة قاسمة للشرعية التي حافظت على مراكز نفوذ قوية داخل المحافظة التي عملت على إحكام قبضتها عليها لتحقيق مكاسب سواء سياسية أو أمنية.
وتعمل الشرعية على تأمين موطئ قدم قوي لها في تعز، باعتبار أنّ إسقاطها من قبضتها قد يفتح الباب للتقدم نحو الحديدة، وهو ما يفتح طريقًا آخر نحو صنعاء، ما يعني أن وضع الحوثيين على الأرض قد يكون في خطر، وهو ما تخشاه الشرعية.
لتحقيق هذا الغرض، فإنّ الشرعية عملت على فرض سيطرة كاملة عسكريًّا وأمنيًّا على مناطق شاسعة من المحافظة، وتحديدًا في وسط المدينة وغربها وأجزاء واسعة من أحياء جنوب شرقي المدينة، والمدينة القديمة، وصولًا إلى مديريات ريف تعز الجنوبي.
والقوة العسكرية المنتشرة في هذه المناطق تعرف بمليشيا الحشد الشعبي الممولة من قطر وتركيا، وأسسها القيادي الإخواني حمود سعيد المخلافي المقيم في إسطنبول.
الأكثر من ذلك أن مليشيا الشرعية في تعز التي لم تخض أي مواجهة أمام الحوثيين، عملت على إحكام سيطرتها على المؤسسات الأمنية، عبر إجراء الكثير من التغييرات وضم عناصر تتبع تنظيم الإخوان، إلى جانب استحداث كيانات مسلحة، ملحق بها عناصر إرهابية، لكنّها تُدرج في إطار من النظامية عبر ضمها لما يعرف بـ"الجيش الوطني"، وهو مكّن تنظيم الإخوان من بسط سيطرتها على المواقع الاستراتيجية في المدينة.