الشرعية ترتدي ثوب الحوثي
رأي المشهد العربي
برهنت جملة من الوقائع خلال الأيام الماضية على أن الشرعية الإخوانية تبذل كل ما في وسعها لحماية المليشيات الحوثية الإرهابية في شبوة بدلًا من مقاومتها، وذلك بعد أن أقامت حواجز ترابية على امتداد الطرق الواصلة إلى مديريات بيحان وعين وعسيلان ومرخة العليا لمنع المقاومة الجنوبية والقبائل من الاشتباك مع المليشيات الحوثية الإرهابية.
لم تكتفِ الشرعية بذلك فحسب بل ساهمت في عمليات تجنيد عناصر جديدة لتنظيم القاعدة الإرهابي في المحافظة ذاتها، انتشرت عناصر التنظيم تحت رعاية إخوانية في مناطق عديدة وهدفت من خلال هذه الرعاية، تدشين تحالفات ثلاثية تضم ( الإخوان والحوثي والقاعدة) ضد قوات النخبة الشبوانية، ما أكد على أن هناك رغبة لدى الشرعية في أن تتحول المحافظة إلى بؤرة لتجمع المليشيات المسلحة.
لا تألو الشرعية الإخوانية جهدا في سبيل المليشيات الحوثية وسمحت لها بالسيطرة على المرافق والسلطات التنفيذية داخل المديريات الأربع التي سلمتها قبل أسبوع تقريبًا، وفي المقابل تمضي في طريقها نحو شن حروب الخدمات ضد أبناء الجنوب وإغراقهم في الأزمات والمشكلات المعيشية اليومية في محاولة لشغلهم عن حقهم في استعادة دولتهم وبناء مؤسساتها.
يمكن القول بأن الشرعية الإخوانية ارتدت ثوب المليشيات الحوثية في الجنوب، وتنفذ ممارساتها الإرهابية بالنيابة عنها بل أنها توفر لها الأجواء التي تضمن عدم مقاومتها، وتمهد الطريق أمامها لتنفيذ مؤامراتها وتسهل تطبيق رؤى إيران التي تستهدف بعثرة أوراق الصراع وتسعى لتوظيف الشرعية الإخوانية لصالح محاولات تمددها في الجنوب.
تقوم الشرعية بنفس الممارسات التي ترتكبها مليشيات إيران، إذ أنها تستهدف نشر الفوضى في أماكن وجودها بما يجعلها قادرة على ارتكاب جرائمها الإرهابية، وتعمل على معاقبة المواطنين الأبرياء وعدم إتاحة الفرصة أمامهم لمقاومتها، وتستهدف الخدمات العامة وتسيطر عليها بما يضمن حضورها، وتوجه عناصرها نحو السيطرة على الآبار النفطية لاستنزاف الجنوب ومقدراته من قبل قوى صنعاء الاحتلالية.
تقوم الشرعية بنفس الأدوار التي تُكلف بها المليشيات الحوثية لتحقيق هدف واحد يتمثل في إطالة الحرب أطول فترة ممكنة، وتسعى لإفشال أي محاولات من شأنها الوصول إلى سلام، فالشرعية أفشلت اتفاق الرياض وتسعى جاهدة لقطع الطريق أمام أي محاولات تستهدف تنفيذ بنوده وتحاول خلق أمر واقع جديد يجعلها قادرة على الهروب من أي مسارات سلمية.
وكذلك فإن الشرعية الخاضعة لهيمنة مليشيات الإخوان أفشلت حكومة المناصفة بعد أن جمدت أعمالها وبرفضها السماح لعودتها إلى العاصمة عدن لممارسة مهامها، وهو نفس الأمر الذي سعت إليه المليشيات الحوثية حينما استهدفت مطار عدن في نفس توقيت ووصول وزراء الحكومة إلى العاصمة، ما يؤكد على أن الهدف واحد من أجل الحفاظ على التحالف والتنسيق المشترك بين مليشيات الإخوان والعناصر المدعومة من إيران وإجهاض أي محاولة من شأنها تصويب مسار المعركة.