البناء في وجه الإرهاب.. تنمية الجنوب تصد احتلال الشرعية
أولى المجلس الانتقالي الجنوبي اهتماما فاعلا بالجهود التنموية في المحافظات الجنوبية باعتبار أن البناء والتعمير إحدى الأسلحة المهمة في مواجهة إرهاب الشرعية تحديدا في ظل حالة الفراغ الحكومي التي دفعت نحوها قوى الإرهاب، وهو ما أفسح المجال أمام الانتقالي للقيام بمهام مختلفة في مجالات متعددة بما يضمن توفير الخدمات العامة للمواطنين.
وتشهد العاصمة عدن من خلال المحافظ أحمد حامد لملس تطورا على مستوى تدشين المشروعات المختلفة، وهو أمر لا يتوفر في المحافظات الواقعة تحت سيطرة سلطة الإخوان الغاشمة، في الوقت الذي يحاول فيه وزراء الانتقالي في حكومة المناصفة القيام بأدوارهم للتخفيف عن المواطنين في المجالات الخدمية المرتبطة بهم.
قرر أحمد حامد لملس، محافظ العاصمة عدن، تخصيص موازنة شهرية لأندية العاصمة، وتدبير مصادر لتمويل جهود تأهيل المنشآت الرياضية، وعبر خلال لقائه اليوم الاثنين، قيادات أندية عدن الرياضية، عن دعم السلطة المحلية، مشددا على ضرورة رعاية الشباب والرياضيين.
وبحث اللقاء مقترحات حول سبل تحسين أوضاع الأندية الرياضية وتطوير أدائها واستعادة ريادتها، مؤكدا جاهزية السلطة المحلية لتقديم كافة أوجه الدعم، ورفض خلال كلمته في اللقاء، استغلال القطاع الرياضي لأبعاد سياسية، مطالبًا بعقد اجتماعات دورية مع قيادات الأندية لتحسين أنشطتها.
ومن جانبه بحث سالم السقطري، وزير الزراعة والري والثروة السمكية، في لقاء موسع اليوم الاثنين أيضًا، مع وفد أممي إطلاق خطة إستراتيجية تتضمن مصفوفة من البرامج والمشاريع الزراعية والسمكية، وبحث انعكاسات الحرب على تدمير البنية التحتية في القطاعين الزراعي والسمكي، والمخاطر التي تهدد العاملين بالقطاعين.
وشدد السقطري على انفتاح الوزارة على العمل مع كل المنظمات الدولية الداعمة لقطاعي الزراعة والأسماك، وتذليل الصعوبات أمام أنشطتها، ناقش اللقاء الانتقال التدريجي للتدخلات من مرحلة المساعدات الإنسانية الطارئة إلى مشاريع أعمق بمجال الأمن الغذائى، وتعزيز الإنتاج الزراعي والسمكي.
وقبل أيام افتتحت وزارة الزراعة والثروة السمكية مركز الإنزال السمكي وحراج الدوكيار، في مديرية المعلا بالعاصمة عدن، ووجه وزير الزراعة سالم السقطري، بافتتاح المركز لتنظيم عملية بيع وتسويق الأسماك في السوق المحلية، بالتزامن مع إغلاق سوق طيبة في مديرية المنصورة.
تشكل جهود تنمية الثروة السمكية وكذلك المشروعات العديدة في مجال الزراعة إلى جانب الجهود التنموية الإنشائية التي يهتم بها محافظ عدن أحد أوجه التنمية في الجنوب، وتعد تأكيدا على أن أبناء الجنوب لديهم القدرة على الارتقاء بأوضاعهم بعيدا عن قوى الاحتلال الشمالية التي يبقى همها الأول معاقبة المواطنين وسرقة مقدراتهم والتعدي عليهم وفرض الجبايات بحقهم.
يرى مراقبون أن الانتقالي يوجه عدة صفعات للشرعية من خلال هذه الجهود، إذ أنه يؤكد على أن هناك إمكانية وإن كانت محدودة لكن من الممكن توظفيها لتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، كما أنه يثبت بالدليل القاطع بأن فساد الشرعية وجرائمها الإرهابية بحق المواطنين هي من تسبب في تردي الأوضاع وتدهورها على هذا النحو.
في الوقت الذي يقوم فيه الانتقالي بتدشين المشروعات المختلفة تعمل الشرعية الإخوانية على زيادة أسعار السلع والخدمات بشكل غير مبرر بل أن فسادها تسبب في تدمير قطاعات خدمية مهمة على رأسها محطات الكهرباء التي خرج جزء كبير منها عن الخدمة بسبب عدم توفر المشتقات النفطية التي تقوم بتهريبها، وكذلك الوضع بالنسبة لشبكات المياه والصرف الصحي.