خطة الانتقالي لإجهاض حرب الخدمات.. جهود ميدانية ورسائل إقليمية
لا تتوارى الشرعية الإخوانية عن التوسّع في حربها الطائفية ضد الجنوب، التي تتمثّل في إشهار حرب خدمات لا إنسانية، وهو ما استدعى تدخلًا جنوبيًّا.
ففي الوقت الذي تأزمت فيه الأوضاع المعيشية بفعل الحرب التي تشنها الشرعية في هذا الإطار، فإنّ المجلس الانتقالي الجنوبي يعمل على صد هذه المؤامرة الإخوانية عبر عدة أصعدة.
أحد جوانب المواجهة رسّخه المجلس الانتقالي، يحمل أهمية كبيرة بالنظر إلى أنّه يُحمّل الشرعية مسؤولية مباشرة عما آلت إليه الأمور في الجنوب من تدهور بالغ، فاق كل حدود التحمل.
ففي اجتماعها الدوري برئاسة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، أعلنت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي اتخاذ عدد من الاجراءات التي من شأنها إطلاع "الأشقاء والأصدقاء" على ما آلت اليه الأوضاع بفعل تلك الانهيارات.
خلال الاجتماع الذي حضره وزراء المجلس في حكومة المناصفة ومحافظ العاصمة عدن أحمد لملس، وقفت هيئة رئاسة المجلس باستفاضة أمام الأوضاع الكارثية التي تتراكم يومًا بعد آخر، بفعل الانهيار المُريع في قيمة العملة المحلية، والناجم عن السياسات العابثة لإدارة البنك المركزي، وغياب الحكومة عن أداء مهامها من العاصمة عدن للشهر السادس على التوالي.
هيئة الرئاسة أكّدت أنَّ المجلس الانتقالي الجنوبي لن يكون إلا عند ثقة شعب الجنوب، ومنتصرًا لإراته الشعب وحقه في العيش بكرامة، وعزة.
الخطوة التي أقدم عليها المجلس الانتقالي تحمل أهمية كبيرة فيما يخص إطلاع المحيط الإقليمي والخارجي على حجم المسؤولية التي تتحملها الشرعية الإخوانية في عملها على تأزيم الوضع المعيشي في الجنوب بشكل كامل، وهي أزمات تعدت كل الخطوط الحمر.
إجراءات المجلس الانتقالي تعبّر عن وعي القيادة الجنوبية بخطورة التحديات القائمة على الأرض، لا سيّما بالنظر إلى حجم الغضب الذي ينتاب الجنوبيين على كل حدب وصوب من جرّاء تؤزم وضعهم المعيشي بسبب حرب الخدمات التي تشنها الشرعية الإخوانية منذ عدة سنوات.
من جانب آخر، يبذل المجلس الانتقالي الجنوبي جهودًا ضخمة للعمل على تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، على الرغم من العراقيل التي تزرعها الشرعية، ليس أقلها على العمل نهب الموارد وتخصيصها لصالح مؤسسة الرئاسة وحاشيتها.
ويحرص قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي على النزول الميداني لتفقد احتياجات المواطنين على الأرض، واتخاذ ما يلزم من إجراءات ممكنة بما يصب في نهاية المطاف في العمل على تحسين الأوضاع المعيشية.
ودائمًا ما تتضمَّن توجيهات الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، توجيهات لقيادات المجلس في المحافظات بما في ذلك في العاصمة عدن، بتكثيف الجولات الميدانية والإطلاع على احتياجات المواطنين والعمل على تلبيتها بشتى الطرق الممكنة.
ولا يبدو أن هذه المهمة ستكون سهلة بحالٍ من الأحوال، وذلك بالنظر إلى التعقيدات الضخمة التي خلّفتها حرب الخدمات التي تشنها الشرعية ضد الجنوب، والتي تشمل في أحد أوجهها صناعة مؤسسات مترهلة بشكل كبير.