الحوثي يشعل مأرب بالتصعيدات.. وهادي منشغل بكتابة البرقيات
فيما تتجه الأمور نحو مزيد من التعقيدات على الأرض فيما يخص الوضع في محافظة مأرب، يمضي المؤقت عبد ربه منصور هادي في سباته العميق رفقة رجال نظامه.
ففي الوقت الذي تتوارد فيه الأنباء عن مخاطر التوسع الحوثي في مأرب، ومآلات الوضع الإنساني، كان عبد ربه منصور منشغلًا بمهامه المعتادة وهي إرسال البرقيات والتهاني.
عبد ربه بعث اليوم ببرقية تهنئة إلى الرئيس الصيني شي جين بينج، هنأه فيها بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلاده، في خطوة بروباجندا يحاول من خلالها عجوز الشرعية، أن يقول "أنا موجود".
بالتزامن مع ذلك، وفيما يغرق هادي كما نظامه في "بوتقة" من السبات العميق، فإنّ العالم أجمع تقريبًا يُطلق تحذيرات من مخاطر وأهوال الأوضاع العسكرية وبالأخص الإنسانية في محافظة مأرب.
فعلى الصعيد السياسي، يقول المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، إنّ محاولة السيطرة على محافظة مأرب من قِبل ميليشيا الحوثي تمثل حجر عثرة في مفاوضات الأزمة.
وصرح ليندركينج: "نرى إصرارًا كبيرًا من الحوثيين للسيطرة على مأرب، وأن معركة السيطرة على مأرب تمثل حجر عثرة في المفاوضات.
تصريح الدبلوماسي الأمريكي يأتي ردًا على تصعيد المليشيات الحوثية من عملياتها العسكرية من أجل السيطرة على محافظة مأرب، علمًا بأنّ المواجهة هناك تقتصر على جهود رجال القبائل، بينما تمارس الشرعية الإخوانية خيانة عسكرية معتادة.
في الوقت نفسه، فإنّ الكثير من التحذيرات صدرت خلال الأيام الماضية، بشأن خطر التصعيد الحوثي على الأوضاع الإنسانية في جبهة مأرب وما يتضمنه ذلك من تردٍ أوسع نطاقًا حول أحوال السكان على الأرض.
بالتوازي مع ذلك، يقول ديفيد جريسلي لأكبر مسؤول إنساني في الأمم المتحدة، إنّه بالرغم من تفادي المجاعة على نطاق واسع في وقت سابق من هذا العام مع زيادة دعم المانحين، إلا أن الوضع هش والعديد من البرامج الأساسية لا تزال معرضة لخطر المزيد من التخفيضات.
التحذيرات من التمدد الحوثي في مأرب سواء إنسانيًّا أو سياسيًّا أو عسكريًّا، تتجاهلها الشرعية، لتزيد التأكيد على أنّها لا تولي للحرب على الحوثيين أي اهتمام، بل إنّها تستفيد من إطالة أمد الحرب بشكل كبير لتحقيق المكاسب.
وباتت الشرعية متهمة بأنّها أحد الأسباب الرئيسية في توسع النفوذ الحوثي على الأرض، بعدما اتبعت خيار الانسحاب من الجبهات والمواقع لتفسح المجال أمام تفاقم سيطرة المليشيات على الأرض.
كما أنّ الشرعية التي صبّت كل اهتمامها للعمل على تكوين المكاسب والمصالح وتحقيق الثروات المالية متهمة من خلال هذه الأجندة الخبيثة بأنّها تؤزِّم الأوضاع المعيشية للمواطنين بشكل كبير.