النزوح السياسي.. قنبلة الشرعية الموقوتة بالجنوب
استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يحبط العديد من مؤامرات الشرعية طيلة السنوات الماضية لعل أخرها محاولة المجاميع الإرهابية إثارة الفوضى في العاصمة عدن، وهو ما تعاملت معه الأجهزة الأمنية الجنوبية بحنكة واحترافية كبيرة وتمكنت من إنهاء التوتر بمدينة كريتر في غضون ساعات قليلة، لكن بالنظر لتلك المؤامرات فإن اغلبها يأتي من خلال عمليات النزوح السياسي التي تدعمها الشرعية وتشكل قنبلة موقوتة بالمحافظات الجنوبية والعاصمة عدن.
على مدار العامين الماضيين ومنذ طرد المجاميع الإرهابية من عدن حاولت الشرعية إعادة اختراق العاصمة مرات عديدة لكنها فشلت بالطرق الأمنية المعتادة وكذلك لم تلق حروب الخدمات التي شنتها أصداء تذكر على الأرض وبالتالي فإنها حركت عناصرها من محافظات الشمال إلى الجنوب بحجة تعرضهم لأخطار مباشرة من جانب المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
تحاول الشرعية تمرير عمليات النزوح بصبغة إنسانية في حين أنها تٌلغمها من خلال التوظيف السياسي والأمني لهذه العناصر وفي مرات عديدة جرى القبض على بعض العناصر المتطرفة كانت ضمن العناصر التي دفعتها الشرعية من محافظات الشمال إلى العاصمة عدن، وهو ما يتطلب اتخاذ إجراءات فاعلة للتعامل مع هذا الخطر الذي كاد أن يُدخل الجنوب في دوامة من الفوضى تبحث عنها الشرعية بأي طريقة كانت.
يرى مراقبون أن مليشيات الإخوان المسيطرة على الشرعية تستهدف الزج بتلك العناصر في المناطق التي تخضع لسيطرة الأجهزة الأمنية الجنوبية وتحاول خلخلة الأوضاع الداخلية في تلك المديريات وذلك لتشتيت جهودها في حفظ الأمن، تحديدا وأنه يكون هناك صعوبات عديدة في الوصول للعناصر المتطرفة التي جاءت إلى الجنوب تحت مسمى النزوح.
اعتمدت الشرعية بشكل أساسي على سلاح النزوح من أجل تغيير التركيبة الديموغرافية للسكان في المحافظات الجنوبية وبالتحديد داخل العاصمة عدن، وقصدت من وراء الهزائم العديدة التي تلقتها في الشمال على يد المليشيات الحوثية أن تجد مبررا لدفع مئات الآلاف من المواطنين في تلك المناطق للنزوح إلى العاصمة عدن والتي تتمتع بهدوء واستقرار لا يتوفر في أي منطقة أخرى.
حذر الكاتب الصحفي صالح الدويل من أن ظاهرة النزوح إلى الجنوب واحدة من أبرز حاضنات العناصر الإجرامية، وأكد في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر تويتر، اليوم أن: "للبلاطجة حواضن تحميهم وينبتون فيها، النزوح العشوائي أهم حواضنهم"، مختتما بهاشتاج: "كريتر تتطهر من الإرهاب".
ومن جانبه أكد أحمد حامد لملس، محافظ العاصمة عدن خلال جولة تفقدية بمديرية كريتر، أن المدينة آمنة كليا بعد تطهيرها من العناصر الإرهابية الخارجة عن النظام والقانون، وشدد لملس على أن الوضع بمديرية كريتر بات آمنا ومستقرا، لافتا إلى عودة الحياة لطبيعتها في شوارعها.
واطلع على أضرار خلفها اعتداء العناصر الإرهابية على المباني والممتلكات العامة والخاصة، موجها بتشكيل لجنة لحصر الأضرار بغرض تعويض المواطنين، وتعهد محافظ العاصمة بمحاسبة كل المتورطين في جرائم ترويع المواطنين التي راح ضحيتها عدد من الأهالي، بمحاكمات جائرة.
كما ترأس المهندس عدنان الكاف ونزار هيثم، عضوا هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الأحد، وفدًا تفقديًا لأوضاع المواطنين في مدينة كريتر، بتوجيه من الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس.
واطلع الوفد على أثار اعتداءات العناصر الإرهابية الخارجة عن النظام والقانون على المدينة، خلال حملة أمنية في العاصمة عدن، واطمئن على أحوال مواطني المدينة، كما استمعوا من المواطنين إلى تطورات الأوضاع المعيشية.
ووقف الوفد – بمشاركة مختار اليافعي نائب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، والدكتور باسم منصور رئيس الدائرة الإعلامية بالأمانة العامة للمجلس، والعميد أحمد حسن رئيس الدائرة الأمنية - على سير عملية رفع الأضرار، وجهود إصلاح شبكتي المياه والكهرباء.