تلميح أوروبي بعدم معاقبة الحوثيين يعزز مخاطر إرهاب المليشيات
فيما تفاقم الاستهداف الحوثي ضد السعودية على مدار الفترات الماضية، فإنّ دافعًا رئيسيًّا يقود المليشيات للتوسع في إرهابها هو التعاطي الدولي مع واقع الحرب وتداعياتها.
الأيام القليلة الماضية كانت شاهدة على الكثير من العمليات الإرهابية التي شنّتها مليشيا الحوثي، واستهدفت من ورائها ضرب الأمن القومي السعودي وهز استقرار المملكة تنفيذًا لأجندة إيرانية في هذا الصدد.
وفي خطوة ربما يُنظر إليها بأنّها إشهارٌ للراية الحمراء، قال ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنّ عقوبات أوروبا قد لا تؤثر على المليشيات الحوثية.
في الوقت نفسه، قال بوريل إنّ الاتحاد الأوروبي يركز على الجانب الإنساني في اليمن، وأشار إلى أنّ الاتحاد الأوروبي يعلم بممارسات الحوثيين، كما أنه يدينها لكنه يتحدث معهم لحل الأزمة.
قبل ذلك، دعا "بوريل" إلى التوصل لاتفاق سياسي لحل الأزمة، يشمل القوى التي تقف وراء أطراف الأزمة، وأكّد - في ختام جلسة عامة للبرلمان الأوروبي - أنّ الوضع الإنساني والسياسي يتطلب المزيد من الانتباه، فالحرب مدمرة ولها تداعيات إنسانية كبيرة.
سياسيًّا أيضًا، التقى بوريل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، حيث أكّد الوزير السعودي خطورة ممارسات مليشيا الحوثي، لافتًا إلى أنّ المملكة تجري حوارًا مع الولايات المتحدة بشأن الحرب في اليمن.
كما شدد على خطورة استمرار مليشيا الحوثي في رهانها على الخيارات العسكرية، مؤكّدًا أنّ المليشيات مستمرة في الانتهاكات رغم مبادرات وقف إطلاق النار.
الجهود الأوروبية وإن كانت تسعى إلى إيجاد مخرج سياسي للأزمة الراهنة، إلى أنّ تصريح بوريل بأنّ عقوبات أوروبا قد لا تؤثر على المليشيات الحوثية، تبعث برسائل سلبية للغاية عن الدور الذي يفترض أن يؤديه المجتمع الدولي في مواجهة إرهاب الحوثيين.
وينظر الكثيرون بعين الانتقاد وربما الاتهام للمجتمع الدولي، بأنّ تعاطيه غير الحاسم والحازم مع الإرهاب الحوثي يفاقم من تداعيات الحرب وتأثيراتها، كما أنّه يفسح المليشيات إشارة خضراء تجاه إطالة أمد الحرب، وبالتالي تكبيد المدنيين كلفة أشد بشاعة.
وبات من الواضح كيف تتمادى المليشيات الحوثية في تنفيذ الأجندة الإيرانية المشبوهة، التي تستهدف ضرب استقرار السعودية وتعريض أمنها للخطر، عبر سلسلة طويلة من الهجمات والضربات الصاروخية، التي تتفادى أكثرها الدفاعات الجوية للمملكة.
ويُخشى أن يكون هذا التلويح الأوروبي بالعجز عن مواجهة الحوثيين، أن يكون دافعًا للمليشيات نحو إطالة أمد الحرب، وهو ما يحدث على الأرض حاليًّا سواء بتكثيف التصعيد على الجبهات في الداخل، وذلك بالتزامن مع هجمات متواصلة تستهدف أعيانًا مدنية في المملكة.
التصعيد الحوثي على الأرض يجب أن يدفع المجتمع الدولي نحو مراجعة حساباته في التعامل مع الأزمة، والبحث عن آليات فعالة لردع هذه المليشيات وداعميها، بما يضع حدًا للحرب التي طال أمدها.
وكثيرًا ما دعا التحالف العربي، وحثّ المجتمع الدولي على ضرورة محاسبة المليشيات الحوثية على جرائمها واعتداءاتها، بما يدفع نحو تحقيق السلام في أقرب وقت ممكن، بعدما أجادت المليشيات زرع الأشواك في مسار العمل على التوصل إلى حل سياسي.