زيارة المبعوث الأممي لعدن.. رصاصة سياسية تخترق صدر الشرعية
سعت الشرعية الإخوانية بكل السبل الممكنة، لعرقلة زيارة مرتقبة اليوم الثلاثاء، يجريها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج إلى العاصمة عدن، تخوفًا من مكتسبات سياسية تنتظر الجنوب وقضيته.
طائرة المبعوث الأممي ستحط اليوم في العاصمة عدن، بعدما سعت الشرعية لعرقلتها عبر إطلاق حرب مكثفة من الشائعات، حاولت من خلالها الانقضاض على أحداث كريتر للترويج كذبًا وذورًا بأنّ العاصمة مسرح للفوضى الأمنية.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي واضحًا وهو يُسمي الأمور بمسمياتها، إذ أكّد أنّ محاولة العناصر الإرهابية المُسلحة التي تزعمها المدعو إمام أحمد عبده الصلوي هدفت إلى زعزعة الأمن في مدينة كريتر، وسعت لترويج صورة مغلوطة عن الأوضاع الأمنية في العاصمة عدن، لتبرير رفض عدد من الوزراء العودة إلى العاصمة عدن وممارسة أعمالهم، وعرقلة زيارة المبعوث الأممي للعاصمة.
ولعل سائلًا يسأل عن سر رعب الشرعية من زيارة كهذه، وهنا يبدو الجواب شديد الوضوح، فالشرعية الإخوانية تبدي قدرًا هائلًا من التخوفات من إمكانية أن يحقق الجنوب مكاسب سياسية تعضّد من موقف قضيته في الفترة المقبلة.
ولا شك أن زيارة المبعوث الأممي إلى العاصمة عدن في خضم جهود دبلوماسية موسعة يجريها في هذه الأيام، تعني بكل وضوح أنّ الجنوب جزءٌ أصيلٌ من معادلة الحل السياسي، بما يعني أيضًا إحداث حراك قوي على صعيد تحرك الجنوبيين نحو استعادة دولتهم.
يضرب هذا الواقع في مقتل، مساعي الشرعية الإخوانية التي لطالما سعت إلى تهميش قضية الجنوب وإخراج المجلس الانتقالي من معادلة الحل السياسي، لكنّ الحنكة السياسية التي يتحلى بها المجلس، وقبلها الحاضنة الشعبية التي تلتف وراءه، وانخراطه وإعلاءه المشروع القومي العربي كجزء أصيل منه جعله في موقع سياسي فريد فرض نفسها طرفًا قويًّا على الأرض.
ويأمل الجنوبيون، أن تكون زيارة المبعوث الأممي إلى عدن بداية لمرحلة جديدة يُسمع فيها صوت الشعب المنادي باستعادة دولته، وذلك بعدما نجح لفترات طويلة في تخطي التحديات التي وإفشالها بعدما تضخمت المؤامرة الإخوانية ضد الشعب وقضيته.