لقاء الزُبيدي والمبعوث الأممي.. الجنوب يقهر أعداءه
رأي المشهد العربي
رسائل عديدة حملها لقاء الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مع المبعوث الأممي إلى اليمن هانز جروندبيرج بمقر المجلس بالعاصمة عدن، في خطوة سعت الشرعية الإخوانية كثيرًا لإفشالها.
الرسالة الأولى التي تضمّنها اجتماع الرئيس الزُبيدي والمبعوث الأممي، كان قوامها الرئيسي الحديث عن السلام، وهو أمرٌ لطالما جنحت إليه القيادة السياسية الجنوبية؛ تأكيدًا على حرص المجلس الانتقالي على تحقيق الاستقرار في كل أرجاء الجنوب، وعلى دعم جهوده لتحقيق السلام العادل والشامل.
التعبير عن سياسة الجنوب كانت أكثر وضوحًا وشمولًا فيما أكّد عليه المتحدث، وهو يقول: "ندعو جميع الأطراف إلى التعاطي الإيجابي مع جهوده الرامية الى وقف الحرب.. السلام يجب أن يكون خيارًا حقيقيًّا وقرارًا جادًا وغير مشروط".
موقف المجلس الانتقالي في هذا الصدد يبعث برسالة كاملة الوضوح مفادها هو الحرص على تحقيق السلام، عبر حل سياسي ملزم يضمن تحقيق الأمن والاستقرار على نحو غير مشروط.
الاستراتيجية السلمية التي يتبعها المجلس الانتقالي يمكن القول إنها حازت على الكثير من التقدير من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي تنظر إلى المجلس الانتقالي بأنها معبّر حقيقي عن تطلعات شعبه ويحرص على تحقيق السلام.
ونجح المجلس الانتقالي في فرض نفسه طرفًا أصيلًا وفاعلًا في مسار تحقيق السلام، لا سيّما بعدما حاز اعترافات وإقرارات بأنها الممثل الشرعي للشعب الجنوبي والمعبّر الفعلي عن قضيته العادلة دون أي مواربة.
هذا الواقع وهو يفرض الجنوب وقضيته ومطالب شعبه باستعادة دولته طرفًا رئيسيًّا على الطاولة، فإنّه في الوقت نفسه يثير رعبًا متصاعدًا لدى أعداء الوطن، الذين لطالما عملوا على محاولة تهميش الجنوب ومحاولة تغييبه عن المشهد السياسي للحيولة دون سماع صوت شعبه.
إلى جانب ذلك، فإنّ السياسات الرصينة التي تتبعها القيادة الجنوبية تظهر قدر الاستهداف الذي يتعرض له الشعب الجنوبي سواء من اعتداءات أمنية غاشمة أو على صعيد حرب الخدمات، وتوثيق حجم المؤامرة التي تشنها الشرعية الإخوانية في هذا الصدد.
في الوقت نفسه، فإنّ تحركات المجلس الانتقالي الدبلوماسية في هذا الصدد، تمثّل ردًا حاسمًا على مساعي الشرعية الإخوانية التي لطالما سعت إلى تشويه صورته عبر سيل من الشائعات التي تعتمد على مصطلحات "خبيثة" تحاول حشر المجلس الانتقالي في بوتقة غير وطنية، لكنّ هذه المؤامرة فشلت فيها الشرعية كاملة.
ولعل الصفعة الأكبر التي نزلت على وجه الشرعية هو انعقاد الاجتماع في حد ذاته، إذ حاولت الشرعية الإخوانية إثارة بلبلة في العاصمة مستغلة أحداث كريتر قبل وصول المبعوث الأممي لكنّها فشلت في ذلك، بإجراء الزيارة بالفعل لتُسطّر واقعًا جديدًا في التعاطي الأممي مع الجنوب وقيادته.