اجتماع الزُبيدي والمبعوث الأممي يفرض الجنوب طرفًا أساسيًّا في معادلة الحل السياسي
جنوح جديد نحو السلام عبّرت عنه القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، أفصح عن حرص القيادة على التوصّل إلى آلية استقرار كاملة بما يراعي تطلعات شعب الجنوب.
فلا يزال الاجتماع الذي عقده الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مع المبعوث الأممي هانز غروندبرج، يلقي بصداه بعدما كان شاهدًا على حراك سياسي مهم يرسخ على ما يبدو لمرحلة سياسية جديدة.
ففي المقابلة التي أرعبت الشرعية بشكل كبير، أكّد الرئيس الزُبيدي دعم المجلس جهود المبعوث الخاص للأمين العام في كل الخطوات التي من شأنها الوصول إلى بدء عملية سياسية شاملة.
الرئيس الزبيدي قال إنّ اتفاق الرياض يمثل محطة مهمة على طريق أرساء دعائم العملية السياسية وإحلال السلام في الجنوب واليمن، وحتى يتم تحقيق ذلك بشكل عملي، فإنه لا بد من تشكيل الوفد التفاوضي المشترك للعملية السياسية الشاملة.
في الوقت نفسه، شدّد الزبيدي على أنّ مشاركة المجلس الانتقالي في عملية السلام أساسية ولا يمكن تجاوز المجلس بكل الأحوال، وهذه المشاركة لا بد ان تشمل حضور المجلس في كافة مراحل العملية السياسية كطرف رئيسي.
يشير ذلك بوضوح إلى أنّ الجنوب يمضي قدمًا في استراتيجيته الحكيمة التي ترفع راية السلام بشكل رئيسي، ويثبت للمجتمعين الإقليمي والدولي بأنه راغب رئيسي في تحقيق السلام والاستقرار واعتبار ذلك أولوية قصوى.
لكن في الوقت نفسه، فإنّ هذه السياسة التي يتبعها المجلس الانتقالي، فهي تتضمن أن يكون الجنوب طرفًا رئيسيًّا وفاعلًا في إطار جهود تحقيق السلام، بما يعني إدراجه ضمن أجندة الحل السياسي كطرف رئيسي وفاعل.
ولا شك أن مضي الجنوب قدمًا في هذا الإطار يمثّل ضربة ناسفة لمساعي الشرعية الإخوانية التي لطالما سعت لحشر الجنوب في بوتقة هشة، تتضمن تشويه مسار قضيته والعمل على تهميشها.
لكن في المقابل، فإنّ الحراك الدبلوماسي الحادث حاليًّا يبعث برسالة شديدة الوضوح إلى الشرعية الإخوانية بأن الجنوب أصبح رغمًا عنها، طرفًا رئيسيًا وأساسيًّا في جهود الحل السياسي، مهما سعت ليكون المشهد مغايرًا.