خطة سلام.. لبنة لاستعادة دولة الجنوب
رأي المشهد العربي
فرض الجنوب نفسه، طرفًا رئيسيًّا وفاعلًا على طاولة الحل السياسي في المرحلة المقبلة، مستندًا على استراتيجية حكيمة حازت على تقدير الجميع.
اللقاء الذي عقده الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مع المبعوث الأممي هانز جروندبرج، وما تضمّنه من عرض موقف الجنوب الذي اشتمل على أرضية سياسية قائمة على رغبة الحل السياسي، يقود إلى ضرورة البدء في التأسيس لعملية سياسية شاملة.
واستنادًا لبنود اتفاق الرياض الموقع قبل نحو عامين، فإنّ الجنوب طرف أساسي في معادلة الحل السياسي، ضمن أي مفاوضات مزمع إجراؤها في الفترة المقبلة لوقف نزيف الحرب.
يبقى الأهم في هذا التوجه هو مرحلة ما بعد التحشيد السياسي، وهنا يلزم التأكيد على أنّ الأولوية والغاية التي ينشدها الجنوبيون تتمثّل في استعادة الدولة وفك الارتباط.
وتحقيق هذه الغاية هو محور الاستراتيجية الذي يحرك عمل المجلس الانتقالي، ويثق الجنوبيون بشكل كامل في أنّ القيادة ستظل تتحرك حتى تحول الغاية إلى أمرٌ واقع.
في الوقت نفسه، فإن القيادة الجنوبية عليها أن تأمن مكر الشرعية الإخوانية التي من المؤكد ستعمل على إثارة نعرات سياسية تستهدف إعاقة الجنوب عن تحقيق المزيد من المكاسب.
وبالتالي، فإنّ أي خطوة سياسية مقبلة يجب أن تكون محسوبة بدقة، ويكون قوامها الرئيسي هو العمل على تقوية أواصر القضية الجنوبية من جانب، وفي الوقت نفسه على صد مساعي الشرعية الرامية إلى تهميش الجنوب وضرب قضيته العادلة.