حرب الشرعية على الجنوب تقابلها توجيهات حاسمة من المجلس الانتقالي
مشهدٌ ثابت يتكرر على مدار أسابيع طويلة، مفاده هو إقدام الشرعية الإخوانية على معاداة الجنوب، سواء بشكل مباشر من خلال عناصرها الإرهابية بشكل مباشر، أو اعتمادًا على السلاح الحوثي استنادًا إلى العلاقات القوية التي تجمعها مع المليشيات.
ولا تخلو أي محافظة بالجنوب من معالم الاستهداف الإخواني، فالعاصمة عدن - العصية على الاستهداف العسكري - تنفّذ ضدها مؤامرة سياسية وأيضًا نفسية، تقوم على حرب الشائعات وترويج الاكاذيب والتلاعب بالحقيقة لتغيير الوضع الأمني المستقر على الأرض.
فأحداث كريتر الأخيرة كانت شاهدة بقدر كبير على حجم المؤامرة، فبينما كانت الأجهزة الأمنية تعمل على تطهير العاصمة من عصابة إجرامية لفرض الأمن وتثبيت دعائم الاستقرار، كانت الشرعية تسبح في مسبح الأكاذيب، محاوِلة الترويج بأنّ العاصمة أصبحت مسرح للفوضى.
أرادت الشرعية بشكل واضح إيجاد موطئ قدم لها للتوغل في قلب العاصمة، عبر الإدعاء أولًا بأنّها تعيش حالة من عدم الاستقرار، وفي الوقت نفسه تتهيئ هي الفرصة للانقضاض على عدن في أي وقت.
وتستعين الشرعية في مؤامرتها هذه، بالكثير من العناصر المتطرفة التي تزجها إلى العاصمة عدن، ضمن ما تسميهم "النازحين"، وهم عناصر شمالية تمارس هجرة اقتصادية صوب العاصمة، ويُحشر بينهم عناصر إرهابية تمثّل تهديدًا لأمن الجنوب بشكل كامل.
في شبوة، لا يختلف المضمون كثيرًا، فالشرعية الإخوانية انخرطت في علاقات مشبوهة مع المليشيات الحوثية، مكّنت الأخيرة من التمدّد على الأرض وقد تمكنت من السيطرة على مناطق كثيرة انسحبت منها عناصر الشرعية الإخوانية.
لم تقتصر الخيانة الإخوانية على هذا النحو، بل بلغت مدى أكبر في عملية معاداة الجنوب واستهداف شعبه، تمثّلت في انشقاق قيادات عسكرية بارزة وانضمامها إلى صفوف المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.
حدث ذلك مثلًا في واقعة انشقاق القيادي في مليشيا الشرعية الإخوانية المدعو محمد هشلة أحمد، المعين مأمور مديرية عين في محافظة شبوة، وانضمامه للمليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
هذا القيادي الإخواني الذي كان يتولى قيادة اللواء 26 محور بيحان، نشر مقطع فيديو يعلن فيه انضمامه إلى صفوف المليشيات الحوثية، وذلك أمام حشد من المسلحين الحوثيين بمركز المديرية.
إلى جانب ذلك، تعمل الشرعية على ضرب الهوية الجنوبية، فأي منطقة تسقط في قبضة المليشيات الحوثية سرعان ما تعمل "الأخيرة" على نشر ممارساتها الطائفية في محاولة لإسقاط الهوية الجنوبية بشكل كامل وإتاحة الفرصة أمام نشر سموم العناصر الشمالية.
نموذج شبوة ومن قبلها العاصمة عدن، مثّل حالة ليست استثنائية، بل أمرٌ يحدث في كل أرجاء الجنوب، بما يُعبّر عن حجم المؤامرة الذي يُحاك ضد الجنوب للحيلولة دون تمكين مواطنيه وقيادته من تحقيق حلم استعادة الدولة.
هذا الواقع الحادث على الأرض استدعى من الجنوب وقيادته المتمثلة في المجلس الانتقالي، ضرورة العمل على الانتباه جيدًا، وهو ما تجلّى في توجيهات حديثة صدرت خلال اجتماع هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس.
ففي هذا الإطار، أعلنت هيئة الرئاسة استمرار حالة إعلان الطوارئ في كافة مديريات العاصمة عدن، وبقية عواصم ومديريات محافظات الجنوب، وجبهات القتال كافة، وذلك استنادًا إلى إعلان الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، لمواجهة أي مخاطر تحيط بالجنوب من قبل أعداء قضية شعب الجنوب الصامد، ومواجهة الغزو الحوثي، والعناصر الإجرامية.
كما استعرضت هيئة الرئاسة آخر مُستجدات الأوضاع في محافظتي شبوة وأبين، داعيةً تشكيلات القوات المسلحة الجنوبية كافة، إلى البقاء في حالة التأهب والاستعداد القتالي، واستمرار حشد الجهود، والطاقات للتصدي لعدوان ميليشيا الحوثي، المدعومة إيرانيًا، وكل من يحاول احتلال الجنوب أو إخضاعه.