الحوثيون والشرعية في سلة الاتهام.. إحصاءات مخيفة توثّق أعباء الحرب
خلّفت الحرب القائمة منذ أكثر من سبع سنوات، أزمة إنسانية قاتمة، توثّقها الكثير من التقارير والإحصاءات الدولية، لكنّ انتقادات لا تزال توجه إلى المجتمع الدولي بأن تغاضيه عن إرهاب المليشيات دافع لـ"الأخيرة" لتتمادى في جرائمها.
المليشيات الحوثية غرست بذور إرهابها على صعيد واسع، وارتكبت الكثير من الجرائم والاعتداءات وصنعت العديد من الأزمات التي خلّفت وراءها حالة إنسانية مروعة للغاية.
في الوقت نفسه، فإنّ الشرعية الإخوانية جعلت تكوين الثروات الضخمة وجني الأموال ونهب الثروات هو غايتها، وأهملت حسم الحرب بل إنها تآمرت لصالح المليشيات الحوثية الإرهابية وتمادت في تسليمها المواقع والجبهات، وهو ما مكّن الأخيرة من إطالة أمد الحرب حتى وصلت إلى أمدها الراهن.
كما أغفلت الشرعية بشكل متعمّد، وضع أي حلول لمعالجة تداعيات الانهيار الاقتصادي، وهو ما قاد بشكل مباشر إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية أمام قطاعات عريضة من السكان.
وبات الكثيرون يضعون الشرعية الإخوانية في نفس سلة المليشيات الحوثية، فيما يخص توجيه الاتهامات إلى كل منهما، بشأن تحمل مسؤولية ما آلت إليه الأحداث.
الحرب القائمة تسببت في انهيار آلية الحماية للنساء، وقد أصبحت أكثر من ستة ملايين سيدة بحاجة ماسة للحماية، كما أن التقديرات تشير إلى أن واحدا من كل خمسة يعاني من اضطرابات عقلية بسبب العنف والحرمان الناتجين عن سبع سنوات من الصراع.
وقال تقرير حديث صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، إنّ النزوح وانهيار آليات الحماية، الناجم عن قرابة سبع سنوات من النزاع، أدى إلى زيادة تعرض النساء والفتيات بشكل كبير للعنف وسوء المعاملة.
أضاف التقرير أنّ هناك نحو 6.1 مليون امرأة في حاجة ماسة إلى الحماية، وأشار إلى أنَّ العنف والحرمان أيضاً يؤثران على الصحة النفسية، إذ يقدر أن واحداً من كل خمسة أشخاص يعاني من اضطراب في الصحة العقلية، ومع ذلك فلا تزال خدمات الصحة العقلية نادرة.
كما أنّ النظام الصحي في اليمن في حالة يرثى لها، وهو وضع تفاقم بسبب جائحة كورونا، وفق التقرير الذي يشير إلى أنّ خدمات الصحة الإنجابية بشكل خاص تأثرت بذلك، حيث تظهر التقديرات أن 5 ملايين امرأة وفتاة في سن الإنجاب، و1.7 مليون امرأة حامل ومرضع لديهن إمكانية محدودة أو معدومة للحصول على خدمات الصحة الإنجابية، لجهة أن 20 في المائة فقط من المرافق الصحية العاملة توفر خدمات صحة الأم والطفل.