الانتقالي يفرض كلمته على الاحتلال اليمني
رأي المشهد العربي
استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يفرض رؤيته للحل السياسي في الجنوب بالرغم من استعار إرهاب القوى اليمنية المحتلة، الأمر الذي ظهر واضحًا خلال الزيارة الناجحة التي قام بها مبعوث الأمم المتحدة هانز جروندبرج إلى العاصمة عدن والتي حملت تأكيدا على نفس الأهداف والمبادئ التي يتمسك بها المجلس الانتقالي للحل.
أكد المبعوث الأممي في بيان صحافي له بعد ساعات من لقاء الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في منتصف الأسبوع الماضي على ضرورة تنفيذ كافة بنود اتفاق الرياض، وهي نفس مطالب الانتقالي التي يرفعها الانتقالي منذ التوقيع على الاتفاق، ومارس ضغوطا حثيثة على الشرعية لإرغامها على تنفيذ بنوده ومهّد الطريق أمام نجاح الاتفاق وعمل على تحصين العاصمة عدن من أي محاولات إرهابية تقوض عمل حكومة المناصفة.
المبعوث الأممي تحدث أيضًا على ضرورة العمل نحو تسوية سياسية تشمل الجميع وتنهي النزاع بشكل كامل وتسمح بالتعافي والنمو، وهي أيضًا نفس الرؤية التي يطرحها الانتقالي ويصمم عليها، بل أن الرئيس عيدروس الزُبيدي أكد على الحاجة إلى تشكيل الوفد التفاوضي المشترك للعملية السياسية الشاملة، رافضًا أي تجاوز للقضية الجنوبية، وممثلها الشرعي المجلس الانتقالي الجنوبي.
وفي المقابل تحاول قوى اليمن المحتلة إثناء الجنوب عن أي مباحثات للسلام وتعمل هذه القوى التي يتزعمها الحوثي والشرعية الإخوانية منذ سنوات على معاداة الجنوب وإضعافه حتى لا يكون جزءًا من أي حلول مستقبلية، الأمر الذي نجح الانتقالي في التعامل معه بحنكة جعلته يصل لمرحلة يقف فيها على أرضية مشتركة مع المجتمع الدولي بشأن الحل الشامل في حين تتضرر القوى الإرهابية من هذا التوافق وتعمل على إفشاله بكافة السبل.
تذهب رؤية الانتقالي للحل السياسي إلى ضرورة حل القضية الجنوبية وإنهاء الاحتلال اليمني وهي أهداف يصعب تحقيقها في معزل عن التوصل إلى سلام شامل لا يستثني أحد، في الوقت الذي تنادي فيه قوى إقليمية عديدة برعاية أممية لضرورة الوصول إلى حل يشمل جميع الأطراف، الأمر الذي تقابله القوى المحتلة بتصعيد إرهابها ضد أبناء الجنوب.
استطاع الانتقالي أن يؤمن رؤيته ويحصنها من أي محاولات عدائية وعبثية استهدفت خلط الأوراق وتجاوزه في أي عملية سياسية مستقبلية، وتمكنت بطولات أبناء الجنوب البواسل أن تقف صامدة في مواجهة تكتل إرهاب الشمال، تزامنًا مع تبني الانتقالي خطة دبلوماسية استهدفت تعريف المجتمع الدولي بطبيعة ما يجري على الأرض، الأمر الذي كان له أثر إيجابي على مستوى تغير نبرة الأمم المتحدة التي بدت أكثر انفتاحا على الحل الشامل في الفترة الراهنة.
لا يمنع ذلك من وجود جملة من الصعوبات التي تعترض رؤى الانتقالي نحو السلام، في ظل عدم قناعة المجتمع الدولي بالتعامل مع الحوثي والشرعية كطرفين متحالفين وليس متضادين، كما أن قضية الجنوب واستعادة الدولة كاملة السيادة مازالت بحاجة إلى دعم دولي وأممي يضمن استعادة حقوق الجنوب المهدرة ويخلص أبناءه من الإرهاب الذي يطمع في السيطرة على مقدراته.