شكوى الشرعية من الحوثيين.. بروباجندا لن تزيل حقيقة الخيانة والتآمر
تمارس الشرعية الإخوانية "رقصة مفضوحة" على أنقاض مديرية العبدية جنوبي مأرب، أين تفرض المليشيات الحوثية حصارًا خانقًا على الأرض.
الشرعية التي يهيهن عليها حزب الإصلاح الإخواني، عادت تمارس متاجرة بأعباء السكان، وحاولت كسب نقطة سياسية أمام المجتمع الدولي، وهي تدعي إدانة ما يرتكبه الحوثيون من جرائم، في محاولة إخوانية واضحة لغسل السمعة.
فإذا كانت الشرعية قد بعثت برسالة إلى مجلس الأمن، تدعي فيها أنها تدين التصعيد الحوثي في مأرب، وإقدام المليشيات على محاصرة مديرية العبدية، فإنّ ردودًا ساخرة مدوية انطلقت في وجه الشرعية ذاتها، تحملها في الأساس مسؤولية بلوغ الأوضاع ما آلت إليه.
فالشرعية التي تُظهر تباكيًّا مصطنعًا على آلاف المشردين والنازحين الذين يضطرون جبرًا وقسرًا وقبل ذلك قهرًا لمغادرة مناطقهم، تحاول التغطية على جريمة كبرى ارتكبتها، تمثّلت في خيانات عسكرية مفضوحة على مدار الوقت مكنت مليشيا الحوثي من التمدّد على الأرض.
وبات واضحًا أمام الجميع، كيف أنّ الشرعية تتلاعب بالواقع الحادث على الساحة، وتريد إلقاء كم ضخم من "التراب" على حقيقة تآمرها، لتبدو أمام المجتمع الدولي، بمظهر المجني عليه.
تباكي الشرعية المصطنع على العبدية تزامن في الأساس مع انسحاب إخواني من الجبهات في مأرب وغيرها، وبالتالي إذا كانت الشرعية صادقة كما تزعم في عدائها للحوثيين لكان بالأحرى أن تدخل في مواجهات عسكرية معهم بدلًا من الهروب من الجبهات.
يرسخ هذا الواقع مفهومًا لطالما عرف عن الشرعية، وهو أنّها تتعامل مع الحرب من منطلق استثماري بحت، فهي لا تولي بالًا بحسم المعركة أمام الحوثيين بل تتآمر معهم وتخون لصالحهم، ثم في الوقت نفسه لا تتوقف عن المتاجرة بأعباء السكان - التي للمفارقة - تكيل خلالها الهجوم على الحوثيين، رغم أنّ إرهاب كلا المليشيات لا يختلف عن بعضه بعضًا.
ما يبرهن على ذلك، هو حجم الاستثمارات التي يملكها قيادات الشرعية في الخارج، فهذه العناصر استغلت بشاعة الأوضاع الإنسانية الناجمة عن الحرب، واستقطبت في سبيل ذلك قدرًا كبيرًا من المساعدات وفرضت سطوتها على الموارد، لكن ذلك كان بمثابة السلاح الذي أشهرته الشرعية لتتوسع في ثرواتها، وتزيد من أعباء السكان.
ويملك قيادات الشرعية في دول عديدة، الكثير من الاستثمارات المتنوعة لا سيّما في مجال العقارات، لدرجة أنّ كثيرين يعتبرون أن زيارات يجريها هؤلاء القيادات لتلك الدول يكون الهدف منها هو متابعة حجم وسير استثماراتهم والعمل على مضاعفتها.