الشرعية تفخخ جهود السلام بتفجير عدن
رأي المشهد العربي
لا يمكن الفصل بين العملية الإرهابية الغادرة التي وقعت صباح اليوم الأحد في عدن وبين الزيارة الناجحة التي قام بها مؤخرا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج إلى العاصمة وحملت تأكيدا دوليًا على أهمية السلام الشامل بمشاركة كافة الأطراف على رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي في أي جهود للحل السياسي، وهو ما تحاول الشرعية الانقضاض عليه بكافة السبل.
استهدفت العملية الإرهابية -التي جرى تنفيذها بواسطة سيارة مفخخة في منطقة حجيف بمدينة التواهي وأسفرت عن استشهاد 6 أشخاص وإصابة 7 آخرين-، محافظ عدن أحمد حامد لملس ووزير الزراعة بحكومة المناصفة سالم السقطري اللذان أنقذتهما العناية الإلهية، وهو ما يبرهن على أن منفذيها قصدوا بالأساس بعثرة أوراق اتفاق الرياض والوصول مجددا إلى نقطة الصفر وإفراغه من مضمونه والانقضاض على أي مكتسبات حققها المجلس الانتقالي الجنوبي خلال السنوات الماضية.
يمكن القول بأن العمل الإرهابي الغادر هو رصاصة في صدر المجتمع الدولي أولا في ظل الضغوطات التي تمارسها قوى غربية عديدة على الشرعية الإخوانية لاستكمال بنود اتفاق الرياض، وفي ظل دعوة المبعوث الأممي لضرورة عدم إقصاء أي طرف في عملية السلام وتصميمه على زيارة عدن بالرغم من محاولات الشرعية تفخيخ العاصمة بإشعال الاشتباكات التي دارت في كريتر قبل أيام من زيارته التي جرت الثلاثاء الماضي.
يشير استخدام سيارة مفخخة في الحادث الإرهابي إلى بصمات الشرعية الإخوانية والعناصر الإرهابية الأخرى التي تتحالف معها والتي صعَدت من محاولات استهداف الأجهزة الأمنية الجنوبية من خلال تفجيرات من هذا النوع، وهو ما يؤكد أن الشرعية هي من تقود محاولات بعثرة اتفاق الرياض مستخدمة أساليب مختلفة تصب جميعها في الانقضاض على أي تقدم ملحوظ على مستوى تنفيذ بنوده، الأمر الذي يظهر واضحًا عبر إقدامها على التصعيد في عدن تزامنًا مع عودة رئيس الحكومة وعدد من وزراء الحكومة لاستئناف عملهم مجددا.
سيكون من المتوقع أن تمضي العناصر الإرهابية في طريقها نحو إشهار سلاح الاغتيالات وذلك لإفشال مهمة الحكومة وإرغام الوزراء على الهروب مجددا ومحاولة الإيحاء بأن الأجواء لا تساعد على العمل، بما يؤدي لاستمرار تجميد أعمالها، ويحقق ذلك للشرعية الإخوانية هدفًا يتمثل في تنفيذ مخطط الفوضى بالجنوب عبر تخريب الخدمات العامة وشغل المواطنين في الأزمات الحياتية.
يتضمن مخطط فوضى الشرعية في الجنوب تمهيد الطريق أمام خطواتها نحو ترسيخ تحالفها مع المليشيات الحوثية الإرهابية ودفعها نحو الجنوب وتكرار ما فعلته في الشمال عبر تسليم الجبهات التي تسيطر عليها للعناصر المدعومة من إيران، وبالتالي فإنه لا يمكن الفصل بين الحادث الإرهابي الغادر وبين تكثيف الشرعية تحركاتها لقطع الطريق على أي محاولات من شأنها إثناءها عن الاستمرار في تحالفها مع ذراع إيران الإرهابية.