ضربات التحالف على الحوثيين في مأرب تمحو آثار خيانات الشرعية
لا تمثّل الضربات التي يوجهها التحالف العربي للمليشيات الحوثية الإرهابية في جبهة مأرب، ضغطًا على هذه الذراع الإيرانية وحسب، لكنّها تشكل أيضًا محوًا لآثار الخيانات التي تمارسها الشرعية الإخوانية.
ويتحرك الحوثيون منذ عدة أشهر للسيطرة على جبهة مأرب، مستغلة انسحاب المليشيات الإخوانية من الجبهات، وهي عادة مستمرة منذ صيف 2014، بدأت مع فرار الإرهابي علي محسن الأحمر من محافظة صنعاء، في زي حرم سفير، تاركًا للمليشيات الحوثية فرصة التمدّد وصولًا إلى الوضع الراهن.
وتسهل الخيانات والانسحابات التي تمارسها المليشيات الإخوانية من الجبهات، إقدام مليشيا الحوثي على التمدّد أرضًا، على نحو لم يقتصر على فتح ثغرات للتمدد صوب الجنوب وحسب، لكنّه يشمل تهديدات لأمن المنطقة برمتها.
منذ هذا المنطلق، يُكثّف التحالف العربي من جهوده العسكرية لصد المليشيات الحوثية، وقد أتى ذلك بثماره حسبما أعلن التحالف العربي، فيما يخص نتائج العمليات على الأرض، بما أسفر عن وقف اقتحام الحوثيين للعبدية.
وخلال الأربعة أيام الماضية فقط، نفّذت مقاتلات التحالف العربي 118 عملية استهداف لحماية السكان بالعبدية، أسفرت جميعها عن مقتل أكثر من 400 عنصر حوثي، وتدمير 15 آلية عسكرية للمليشيات الإرهابية.
ضربات التحالف العسكرية تحمل أهمية بالغة فيما يخص العمل على تضييق الخناق على المليشيات الحوثية الإرهابية، بالنظر إلى أنّ "الأخيرة" تولي اهتمامًا واسعًا بفرض سيطرتها على محافظة مأرب؛ استغلالًا لأهميتها الاستراتيجية سواء للسطو على مواردها أو استغلالها لتكون موطئ قدم للتمدد على الأرض وتوسيع دائرة نفوذها.
تفاقم نطاق سيطرة المليشيات الحوثية على الأرض المردود عليه بجهود واسعة النطاق يبذلها التحالف العربي، يحدث في وقت تغرق فيه الشرعية الإخوانية في سبات عميق، لتقدم كل يوم مزيدًا من الأدلة على أنها أجندتها لا تسير نحو مواجهة الحوثيين.
فعلى جبهات الأرض وعلى طاولة السياسة، تضع الشرعية الجنوب هدفًا تسعى لإطباق سيطرتها عليها، عملًا أولًا على الحيلولة دون المضي قدمًا نحو تحقيق المزيد من المكاسب التي تدفع جميعها في إطار العمل على تحقيق غاية استعادة الدولة وفك الارتباط.
كما أنّ الشرعية تعمل على استنزاف ثروات الجنوب وتحويل موارده إلى خزائنها، في ظل غياب الرقابة التي ممارساتها التي تعج بجرائم الفساد، لدرجة أنّ هذا الفساد بات موثقًا من تقارير دولية عديدة.
وتتعامل الشرعية، حسبما يرى محللون، مع الحرب من منطلق استثماري بحت، بمعنى أنّ استمرارها لأطول فترة ممكنة يُمثّل وسيلة ناجعة لهذا المسعكر نحو التمادي والتماهي في العمل على تحقيق أكبر قدر ممكن من تكوين الثروات وجمع الأموال.
ولا تخلو سياسة الشرعية في هذا الإطار، من العمل على إفقار الجنوبيين وحشرهم بين بوتقة من صنوف المعاناة الضخمة والتي تتضمن صناعة أكبر قدر ممكن من الأزمات.
وبالتالي فإنّ الانسحاب من الجبهات وتسلميها للحوثيين إلى جانب توجيه بوصلة العداء صوب الجنوب وشعبه وقضيته، يلخّص برأي الكثيرين، مآلات السياسات الخبيثة التي اتبعتها الشرعية الإخوانية، على نحو جعلها في بؤرة الاتهام وأخرجها من دائرة "المظلومية" التي تدعيها دومًا.