مؤتمر بن عديو المشبوه.. خيانة وتآمر وفشل في صناعة الكذب
صفعة قوية أنزلتها قبائل محافظة شبوة، على وجه المحافظ الإخواني المدعو محمد صالح بن عديو، بعدما حاول الرجل صناعة مشهد سياسي للإدعاء بأنّ مشروعهم الإخواني الخبيث له حاضنة على الأرض.
البداية كانت مع دعوة بن عديو لعقد اجتماع "شكلي" في المحافظة، التي يتمدّد فيها الحوثيون كالنار في الهشيم، بفعل الانسحابات المتتالية التي تمارسها مليشيا الشرعية الإخوانية.
تزامنت الدعوة للاجتماع مع خيانة إخوانية مفضوحة، تمثّلت في تسليم عديد المناطق في شبوة لا سيّما مديريات بيحان إلى المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، التي وجدت نفسها تتمدد أرضًا دون أي قتال، لتُكمل مليشيا الشرعية سلسلة خيانتها وتآمرها التي بدأت منذ صيف 2014.
حاول بن عديو صناعة مشهد سياسي خادع، للعب على وترين، أحدهما الإدعاء بأنّ الشرعية الإخوانية لها حضور وحاضنة على الأرض، إلى جانب صناعة حالة من البروباجندا تزعم فيها الشرعية أنّها تستجمع قواها في محاربة المليشيات الحوثية.
لم تنتطِ الخديعة الإخوانية التي كان الهدف منها الاستهلاك الإعلامي ليس أكثر، وقوبلت الدعوة برفض ومقاطعة شعبية كاملة في شبوة، بعدما افتضح أمر مليشيا الشرعية وسلطة بن عديو، في مشهد لا يختلف كثيرًا عن مشهد ظهور الرجل قبل أيام مرتديًّا بزة عسكرية ويقف في منطقة صحراوية ويتغنى بعبارات على شاكلة الحرب على الحوثيين، لكن في واقع الحال كانت الجبهات تُسلَّم تسلميًّا للمليشيات المدعومة من إيران.
كان المشهد ليكون شديد الإحراج لسلطة بن عديو لو أنّها دعت لمؤتمر مثل هذا، وتكون النتيجة لا يحضره أحد، فمال الرجل إلى صناعة مشهد مبتذل، استجمع فيه عناصر إخوانية والأكثر من ذلك منحها هوية قبلية لتظهر وكأنها القبائل تحضر هذا الحدث.
وليكتمل هذا المشهد الهزلي، خصّص بن عديو 100 مليون ريال، من ميزانية المحافظة، لحوافز أعضاء حزب الإصلاح الإخواني، وذلك على الرغم من عديد الأزمات المعيشية المعدقة التي تنهش في عظام الجنوبيين كسرطان خبيث.
إصرار السلطة الإخوانية على اكتمال هذا المشهد هو محاولة للاستهلاك الإعلامي، وإحداث حالة من البروباجندا تهدف إلى التغطية على الفضيحة الإخوانية التي تمثّلت في تسليم مديريات شبوة للمليشيات الحوثية.
وتحاول الشرعية من خلال هذه الممارسات لارتداء ثوب لا يليق عليها، لكنّ دافعها إلى ذلك هو افتضاح أمر أجندتها الخبيثة على الملأ، وباتت من الواضح كيف أنّها تمثّل طعنة في خاصرة التحالف العربي، الذي بات يمثّل أكثر المتضررين من السياسات الإخوانية الخبيثة، باعتبارها الدافع الرئيسي والسبب الأول وربما الأخير في تمكّن المليشيات من التمدد على الأرض.