المشروعات الوهمية.. سلاح الشرعية والحوثي للسطو على الموارد
تمثّل المشروعات الوهمية، إحدى الآليات المباشرة التي تتبعها مليشيا الشرعية الإخوانية، وحليفتها الحوثية، كلٌ في نطاق سطيرته،ش في استنزاف الأموال وتكوين ثروات ضخمة، تاركين قطاعات عريضة من السكان بين أعباء لا حصر.
وتوظف كلا المليشيات، كتائبهما الإعلامية في الترويج لما يصفونها بأنها مشروعات ضخمة، يدعون أنّها تمثل خدمة للسكان في مناطقهما، وتدفع نحو تحسين أوضاعهم المعيشية لكن الأمر سرعان ما يُفتضح، ويظهر الوجه الحقيقي للأمر.
حدث هذا الأمر مؤخرًا مثلًا، في مناطق الحوثيين، إذ أعلنت المليشيات أن المدعو مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، افتتح افتتاح مشروع في حديقة السبعين، وهو مشروع وهمي أعلنت المليشيات افتتاحه ثلاث مرات سابقًا.
والمشروع عبارة عن طلاء ملعب وألعاب عامة متواجدة منذ عشرات السنوات، وتؤكّد مصادر أنه أحد أكبر صفقات الفساد للمليشيات الحوثية الإرهابية.
وتقول مصادر "المشهد العربي" أنّ ما يسمى المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشئون الإنسانية المعني بالتعامل مع المنظمات الدولية، ضغط على منظمة اليونبيس للحصول على تمويلات للمشروع الوهمي، الذي بلغت تكلفته مليار ومئة مليون ريال.
لكن الافتتاح المتكرر لهذا المشروع يمثّل محاولة مفضوحة من قِبل المليشيات الحوثية لشرعنة الفساد الكبير للمشروع الوهمي، ومحاولة خداع المواطنين بمشاريع غير حقيقية.
إذا كان هذا النموذج الحوثي "المتكرر" يعبّر عن حجم فساد هذا الفصيل، فإنّ واقع الشرعية لا يختلف كثيرًا، منها مثلًا ما يحدث في محافظة شبوة، فهناك يقود المحافظ الإخواني المدعو محمد صالح بن عديو كتيبة المشروعات الوهمية الإخوانية.
بن عديو يظهر على الملأ في أحيان كثيرة، وتلتقط له العدسات الإخوانية صورًا ولقطات للترويج بافتتاح مشروعات في شبوة، لكن واقع الحال سرعان ما يتضح، ويظهر كيف أنّ الشرعية تتمادى في الترويج لمثل هذه المشروعات للتغطية على جرائم فساد والتهام للموارد، تمامًا كما تفعل المليشيات الحوثية.
من بين المشروعات الوهمية في شبوة، مشروع طريق خورة الذي تمّ اعتماده قبل عام ولم ينفذ منه إلا مسافة قصيرة للغاية، كما أنّ المقاول سحب معداته ما يعني وقف المشروع.
وهم إخواني آخر في شبوة تمثّل في مشروع صيانة طريق الصعيد الذي تمّ اعتماده قبل عام ولم تنفذ الصيانة له، فضلًا عن طريق الرجلان وقد تمّ اعتماده قبل أكثر من عام ومتوقف العمل فيه، وكذا ترميم قصر ذيبان التاريخي الذي تمّ اعتماده قبل أكثر من عام ولم يترمم لحد الآن.
يُضاف أيضًا إلى الوهم الإخواني، مشروع كهرباء العقلة الغازية الذي تم اعتماده قبل أكثر من عام ولم ينفذ منه شيء، ومشروع الصرف الصحي للعاصمة عتق تم اعتماده قبل أكثر من عام والعمل متوقف فيه.
يُضاف إلى ذلك أيضًا العشرات من المشروعات التي تعلن عنها السلطة الإخوانية في شبوة، وتروج لتنفيذها من منطلق عمل تنموي، لكن شيئًا لا يحدث على الأرض، فيما تعمل هذه السلطة الإرهابية على نهب هذه الموارد.
تعبّر هذه النماذج عن أنّ المليشيات الإخوانية وحليفتها الحوثية تتشابهان في إطلاق المشروعات الوهمية التي تداعب أوجاع السكان واحتياجاتهم، بينما في الحقيقة فإنّ الشغل الشاغل لهؤلاء هو العمل على نهب الأموال وتكوين الثروات الضخمة.