التحالف يخنق مليشيا الحوثي في مأرب.. والشرعية تمنحها متنفسًا

الأربعاء 13 أكتوبر 2021 11:37:06
testus -US

في الوقت الذي يعمل فيه التحالف العربي على تضييق الخناق على المليشيات الحوثية في جبهة مأرب، فإنّ "الأخيرة" تجد متنفسًا بفعل إقدام مليشيا الشرعية الإخوانية على ارتكاب المزيد من حلقات الخيانة والتآمر فيما يخص تسليم الجبهات.

وبينما تحاول مليشيا الحوثي منذ فترة بعيدة، حسم معركة مأرب واستغلال الأهمية الاستراتيجية لهذا الموقع الذي يتيح لها التمدّد على نطاق أوسع ضد الجنوب، فإنّ الشرعية تتحمل قسطًا كبيرًا من المسؤولية على هذا الوضع الميداني المعقد.

وكثّف التحالف العربي في الفترة الماضية، من هجماته على مليشيا الحوثي في جبهة مأرب، وتحديدًا في منطقة العبدية التي تحاصرها المليشيات منذ أسابيع طويلة.

ففي الساعات الـ24 الماضية، نفّذ التحالف العربي 43 عملية استهداف لآليات وعناصر مليشيا الحوثي في مديرية العبدية.

التحالف العربي قال في بيان، إنّ عملية الاستهداف في مديرية العبدية شملت تدمير تسع آليات عسكرية وخسائر بشرية تجاوزت 134 عنصرًا إرهابيًا.

قبل ذلك، أعلن التحالف أمس الأول الاثنين، تنفيذ 33 عملية ضد مليشيا الحوثي في مديرية العبدية، أسقطت أكثر من 156 عنصرًا حوثيًّا، إلى جانب تدمير ثماني آليات عسكرية.

تكثيف هجمات التحالف العربي ضد المليشيات الحوثية على هذا النحو يمثّل محاولة لكسر حصار حوثي مستمر منذ عدة أسابيع على مديرية العبدية، إذ تلوح في الأفق كارثة إنسانية مخيفة.

فالحصار القاسي الذي تفرضه المليشيات الحوثية منذ نحو شهر، يهدّد أكثر من 33 ألفًا و496 مدنيًّا ونازحًا أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، بينما يستميت رجال القبائل في صد التمدّد الحوثي ومساعي المليشيات للسيطرة على المدينة.

وفيما يضيق الخناق على المليشيات الحوثية بفعل ضربات التحالف، كانت مليشيا الشرعية الإخوانية منشغلة بممارسة حلقة جديدة من سلسلة الخيانة والتآمر، وهي تسلم الأرض لصالح المليشيات الحوثية.

وتسعى الشرعية الإخوانية لمنح المليشيات الحوثية متنفسًا يتيح لها الوقوف على أرض صلبة، في مساعي لإحكام سيطرة المليشيات على المنطقة، ومن ثم إيجاد فرصة لتطويق الجنوب من أكثر من منفذ.

فعلى إثر خيانة إخوانية "مفضوحة"، تقدمت مليشيا الحوثي الإرهابية، خلال الساعات الماضية، إلى مناطق الزاحم والقاهر والروضة وصولا إلى واسط، في مديرية الجوبة، بمحافظة مأرب، بعد تسلمها من مليشيا الشرعية.

وبحسب مصادر محلية، فإنّ المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، تستعد لتسلم مركز المديرية من مليشيا الشرعية الإخوانية خلال ساعات.

إصرار المليشيات الإخوانية على دعم المليشيات الحوثية على هذا النحو يعبّر عن حجم مساعي الشرعية لإطالة أمد الحرب، وإيجاد فرصة للمليشيات المدعومة من إيران، لأنْ تكون حاضرة على الأرض، وبالتالي يجد التحالف العربي نفسه مطالبًا بالمزيد من العمليات، وهو ما يؤخّر بدوره حسم الحرب على المليشيات المدعومة من إيران.