احتفالات 14 أكتوبر في أبين.. شمس الجنوب تسطع من جديد
مع إشراقة شمس 14 أكتوبر، كان آلاف الجنوبيين يتوافدون إلى الساحات للاحتفال بذكرى الثورة التي قامت قبل 58 عامًا وأزاحت الاحتلال البريطاني؛ تجديدًا للعهد والوعد بحماية الجنوب وقضيته ومكتسباته.
محافظة أبين كانت علامة مميزة مع الساعات الأولى للذكرى الخالدة، ففي مديرية المحفد خرجت فعاليات حاشدة؛ إحياء لذكرى الثورة، وقد رفع المحتفلون وهم يجوبون الشوارع الرئيسية، علم دولة الجنوب، وصور الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وشهداء الجنوب.
خلال الفعاليات، ردّد المواطنون شعارات وهتافات ثورية، ودعوا لاستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، كما ألقى عدد من الحاضرين كلمات تحث على وحدة الصف الجنوبي، وحماية النسيج الاجتماعي الجنوبي الواحد، ومواجهة خطر غزو مليشيا الحوثي الإرهابية للجنوب.
سياسيًّا، أصدرت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في مديرية المحفد بمحافظة أبين، بيانًا في ختام الفعالية، قالت فيه إنّ شعب الجنوب يواصل نضاله التحرري في ظل خطر تمدد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في أرض الجنوب، بتنسيق مع مليشيا الشرعية الإخوانية عبر عمليات إرهابية.
كما أكّد "انتقالي أبين"، أنَّ المحفد لا تزال محطة رئيسية لقطار النضال الجنوبي وثوراته، ولها شرف السبق في كسر حاجز الخوف وقيود الهيمنة.
وعبرت البيان عن التأييد المُطلق قرارات الرئيس عيدروس الزُبيدي بإعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة ورفع درجة الجاهزية القتالية للدفاع عن الجنوب.
خروج شعب أبين احتفاءً بذكرى الثورة، يأتي في وقتٍ تشهد فيه المحافظة والجنوب عامة تحديات لا تختلف كثيرًا عمّا كان سائدًا فيما قبل ستينات القرن الماضي، فالمحافظة الآن تخضع لتهديدات وتجابه تحديات خطيرة على صعيد أمنها.
فمنذ فترة ليست بالقصيرة، عملت الشرعية الإخوانية على إعادة عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي إلى المحافظة، كما أتاحت فرصة لتمدّد المليشيات الحوثية في اتجاهها، وهو ما ضرب مفاصل أمنها وعرّض حياة مواطنين لخطر متفاقم ومتواصل.
في خضم هذا المشهد، فإنّ خروج مواطني أبين في مسيرات صاخبة تحيي ذكرى الثورة، هي بمثابة تجديد للعهد وإصرار من الشعب على تخطي التحديات الراهنة، ومجابهتها بصدور لا تهاب الموت ولا تخشى القمع الذي تمارسه الشرعية الإخوانية وحلفائها من الإرهابيين.
ويُشكل احتفاء الجنوبيين بذكرى ثورتهم جدارًا صلبًا يقف عثرة أمام خصوم الجنوب الذين يعملون بشتى الطرق لضرب القضية الجنوبية، وهذا الجدار يمثّل دعمًا هائلًا للمجلس الانتقالي الجنوبي ليتحرك على أرض صلبة، بما يقود إلى تحقيق المزيد من المكاسب على كل الأصعدة في المرحلة المقبلة.