الدبلوماسية السعودية الإماراتية تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في مواجهة الإرهاب الحوثي
وضعت المملكة العربية السعودية، بدعم من دولة الإمارات، المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، فيما يخص حتمية مواجهة إصرار المليشيات الحوثية على التصعيد العسكري واستهداف المدنيين.
خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن أمس الخميس، حرصت المملكة على استعراض الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي والاعتداءات المستمرة، وضرورة إقدام المجتمع الدولي على القيام بمسؤولياته في مواجهة هذا الإرهاب المحتدم.
هذه الرسائل لم تصدر فقط عن المملكة العربية السعودية، لكن الإمارات تضامنت معها أيضًا، إذ أكّدت أيضًا ضرورة إقدام المجتمع الدولي على إدانة الاعتداءات الحوثية على المملكة.
ومن المأمول أن تساهم هذه التحركات الدبلوماسية في أن تُحدث حلحلة مطلوبة في موقف المجتمع الدولي وتعاطيه مع الإرهاب الحوثي، لا سيّما أن الصمت الذي يتبعه مجلس الأمن في كثير من الأحيان يبعث برسائل ربما تكون تشجيعية للمليشيات المدعومة من إيران، لتتمادى في عملياتها الإرهابية.
ويرى محللون أنّ الأمر لا يحتاج فقط مجرد إصدار بيانات لإدانة الإرهاب الحوثي على الأرض، لكنّه يستلزم ضرورة العمل على اتخاذ إجراءات فعلية بما يضمن تضييق الخناق على المليشيات المدعومة من إيران، بما يقود في النهاية إلى إلزامها على وقف عملياتها الإرهابية التي تمثّل أحد الأسباب الرئيسية والمباشرة في إطالة أمد الصراع.
المندوب السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المُعلمي قدّم إحاطة شاملة لأعضاء مجلس الأمن الدولي، شملت الحديث عن موقف المملكة من التهديدات المستمرة الموجهة إليها، وشدد في هذا الإطار على أنّ المجلس عليه أن يقوم بتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين.
المعلمي قال إنّ السعودية تتخذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على أراضيها، وسلامة مواطنيها والمقيمين فيها، وفقًا لالتزاماتها بموجب القوانين الدولية، مشيراً إلى أنه بناءً على ذلك فقد وجب التوضيح لأعضاء مجلس الأمن على أن استمرار الهجمات الإرهابية التي ترتكبها مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران ضد المملكة أمر في بالغ الخطورة ويشكل انتهاكًا صارخاً للقانون الدولي الإنساني ولأمن وسلامة المنطقة.
وتحدّث المعلمي عن الهجوم الحوثي على مطار الملك عبدالله في جازان كمثال حديث على الهجمات الإرهابية التي تستهدف الأعيان المدنية، فهذا المطار يمر من خلاله آلاف المسافرين من مواطنين ومقيمين من جنسيات مختلفة، إلى جانب الهجوم على مطار أبها الدولي بطائرة مسيرة مفخخة تم اعتراضها، وأسفرت عن إصابة أربعة موظفين بالمطار وإتلاف بعض النوافذ.
ووضعت المملكة المجتمع الدولي أمام مسؤوليته، عندما أكّد المعلمي أنّ استمرار غياب الإجراءات الكافية والصارمة من قبل المجتمع الدولي، بوخاصة مجلس الأمن، تجاه هذه المليشيات يبعث برسالة خاطئة للحوثيين لمواصلة زعزعة استقرار الأمن الإقليمي والسلم الدولي، ودعا في هذا الصدد، إلى أن يتحمل مسؤولياته تجاه مليشيا الحوثي لوقف تهديداتهم للسلم والأمن الدوليين ومحاسبتهم.
تضامنت الإمارات مع أطروحات السعودية في هذا الصدد، إذ أكّدت مندوبتها الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة لانا نسيبة، في كلمة لها خلال الاجتماع، ضرورة إدانة الاعتداءات الحوثية على المملكة من قبل مجلس الأمن، لما تشكله من انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وزعزعة لأمن المنطقة.
في ختام الاجتماع، توافق أعضاء مجلس الأمن الدولي، على إدانة هذه الاعتداءات من قبل المليشيات الحوثية، لما تشكله من تهديد للمدنيين الأبرياء، وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وزعزعة لأمن المنطقة.