استحضار الحوثيين لمأرب بعدما حرّرتها الإمارات.. خيانات الشرعية تهدم البطولات وتجني على التضحيات
أعاد التمدّد الحوثي في جبهة مأرب، بفعل الانسحابات المتتالية لعناصر مليشيا الشرعية الإخوانية، التذكير من جديد بالدور البطولي الذي كان قد لعبته القوات المسلحة الإماراتية في تحرير المحافظة قبل سنوات.
الواقع الميداني الحالي في محافظة مأرب يشير إلى تمدّد هائل للمليشيات الحوثية الإرهابية، وهو تمدّد لم يكن ليحدث لولا الممارسات التي اعتادت عليها الشرعية الإخوانية، المتمثلة في مغادرة الجبهات والمواقع وتركها وتسليمها للمليشيات المدعومة من إيران.
السياسات التآمرية التي تتبعها الشرعية الإخوانية تُعيد نفوذ الحوثيين، إلى مناطق كانت قد لفظت إرهاب المليشيات، عبر جهود ملحمية وتضحيات هائلة بذلتها القوات المسلحة الإماراتية في إطار مكافحتها للإرهاب.
في عمليات تحرير مأرب، قبل أكثر من ست سنوات، لعبت القوات المسلحة الإماراتية دورًا بطوليًّا أشاد به الجميع، وقدمت في سبيل ذلك عددًا من الشهداء الذين ضحوا بحياتهم؛ وفاءً للحرب المقدسة على الإرهاب ومليشياته.
جهود الإمارات وتضحياتها تظل عالقة كثيرًا في الأذهان، بعدما قدّمت كوكبة من الشهداء في هجوم حوثي غادر كان قد استهدف معسكر صافر، واتضح فيما بعد وجود أيادٍ إخوانية أسهمت في الجريمة بإرسال إحداثيات الموقع للمليشيات المدعومة من إيران.
نجاح القوات المسلحة الإماراتية في تحرير مأرب مثّل حالة نموذجية وملهمة في إطار الحرب على المليشيات المدعومة من إيران، لا سيّما أنّ "الأخيرة" وجدت نفسها محاصرة على أكثر من صعيد.
وبدلًا من أن تقابل هذه الجهود والتضحيات بالشكر والعرفان، أشهرت الشرعية الإخوانية طعنات الخيانة ضد دولة الإمارات، ونسّقت مع عناصر إرهابية في استهداف أبطالها، هذا إلى جانب حملات تشويه لم تتوقف على مدار الفترات الماضية.
ودون أن يقتصر الأمر على محافظة مأرب وحدها، فإنّ كل المناطق التي تم تحريرها من المليشيات الحوثية يعود الفضل الأكبر في ذلك إلى جهود القوات المسلحة الإماراتية، لا سيّما أن جهودها دائمًا ما تكون ممزوجة بالعمل على دعم وتدريب رجال المنطقة التي يتم تحريرها، لضمان تشكيل جدار صلب في مواجهة أي مساعٍ للتمدد الحوثي.
نجاحات القوات المسلحة الإماراتية التي قضت على الوجود الحوثي في مأرب، هدمتها الشرعية الإخوانية بخيانتها وتآمرها بعدما أفسحت المجال أمام تمدّد المليشيات الحوثية وتسلمها الكثير من المواقع بعد مغادرة العناصر الإخوانية منها.
الممارسات الإخوانية على هذا النحو، تكشف أن تنظيم الإخوان هو بمثابة طعنة غادرة في ظهر المشروع القومي العربي، وأنّ هذا الفصيل يعلي مصالحه الفردية و"المالية" فيما عداه.