أجساد نازحة وقرى مُهدَّمة.. سكان مأرب يدفعون ثمن خيانات الشرعية
كما كان متوقعًا، بدأ سكان محافظة مأرب يدفعون ثمن الخيانات العسكرية التي مارستها مليشيا الشرعية الإخوانية عبر انسحابها من الجبهات.
تراخي المليشيات الإخوانية عن مواجهة الحوثيين، واكتفاؤها بدور الصامت المتآمر، فتح الباب أمام المليشيات الحوثية لتتمادى في عملياتها الإرهابية التي أسفرت عن تدمير قرى بأكملها.
وشوهدت أعداد ضخمة من السكان وهم يغادرون مناطقهم بعدما دُمِّرت من جرّاء التصعيد الحوثي الذي تفاقم كثيرًا خلال الأيام الماضية، دون أي تدخُّل يُذكر من قبل مليشيا الشرعية الإخوانية.
وكانت الشرعية الإخوانية قد سلّمت أمس الجمعة، مديرية العبدية للمليشيات الحوثية، بعد شهر كامل إطباق الحصار على المدينة، ما قاد "الذراع الإيرانية" لأن تطول بشكل كبير في جبهة استراتيجية تولي اهتمام بالغ من أجل السيطرة عليها.
اللافت أنّ الشرعية بعدما سلمت المواقع وانسحبت من الجبهات، لا تزال حتى اليوم، تُطلق تصريحات تحذيرات بشأن الوضع الإنساني المتردي في مأرب، في محاولة على ما يبدو لتبرئة ساحتها من الاتهامات العديدة التي تلاحقها حول مسؤوليتها من تمدّد السيطرة الحوثية على الأرض.
ووظّفت الشرعية الإخوانية، مسؤوليها للإدعاء بأن طرف مجني عليه فيما يخص تردي الأوضاع الإنسانية في مأرب، وحولت منصاتها الإعلامية وجهاتها الدبلوماسية للإدلاء بتصريحات وتسجيل مواقف للإدعاء من خلالها الوقوف ضد الحوثيين.
وتمثّل الوكالة الرسمية التابعة للشرعية، والتي يسيطر عليها حزب الإصلاح، نموذجًا بارزًا لهذه الأطروحات، لا تعتمد تغطياتها على ترويج تصريحات لمسؤولي الشرعية، يزعمون فيها مواجهة المليشيات الحوثية، ويدعون حزنهم على تردي الأوضاع المعيشية للسكان.
الأكثر من ذلك، أنّ الشرعية تحاول السطو على جهود رجال القبائل، فما يُقدمه هؤلاء المستميتون دفاعًا عن أراضيهم تحاول الشرعية نسبه إلى نفسها، بإدعاء أنّها تحارب المليشيات.
ولا يبدو أن الشرعية نجحت في تحسين صورتها، على الرغم من حجم إنفاقها الصاخب على محاولة تحسين صورتها، لكنّ حقائق الميدان كانت كاشفة للكثير من الأمور على الأرض، وباتت الاتهامات توجّه للشرعية بشكل صريح وواضح بأنها تتحمل مسؤولية مباشرة عما آلت إليه الأوضاع، لا سيّما فيما يخص تمادي السيطرة الحوثية على الأرض.