رعب حوثي من اشتعال شرارة الغضب الشعبي في صنعاء
تذهب المليشيات الحوثية المدعومة من إيران إلى احتفالات المولد النبوي وفي أذهانها جملة من المخاوف التي قد تحول الاحتفالات التي توظفها للتأكيد على شعبيتها إلى انتكاسة أمنية وشعبية قد تجد صعوبات جمة في الخروج منها، وهو ما دفعها لتحويل صنعاء ومناطق سيطرتها إلى ثكنة عسكرية خشية من وقوع أي هجمات أو احتجاجات تفشل في السيطرة عليها.
بالرغم من أن المليشيات الحوثية عمدت على سرقة أموال المواطنين بحجة تنظيم احتفالات المولد النبوي وتحاول إرغامهم على المشاركة فيها بكافة السبل إلا أنها في الوقت ذاته تخشى من المشاركة الفاعلة بعد أن شعرت بأن الغضب الشعبي ضد ممارساتها قد ينقلب ضدها في أي لحظة، تحديدا وأن هذا الغضب لا يرتبط فقط بالمواطنين الأبرياء الذين تستهدفهم بشكل يومي لكنه يطال أيضًا العناصر التابعين لها.
يمكن القول بأن العناصر المدعومة من إيران فقدت الثقة في الموالين لها وتخشى من تصرفاتهم أكثر من مخاوفها تجاه المواطنين الأبرياء، وهو ما ينعكس على حجم الإجراءات الأمنية التي اتخذتها في صنعاء والتي تبرهن على أن هناك مخاوف من إمكانية أن تتلقى طعنات غادرة بعد أن اتسعت دائرة صراعات الأجنحة على اتجاهات مختلفة خلال الأشهر الماضية.
يرى مراقبون أن المليشيات تخشى أيضًا من غضب المواطنين الأبرياء الذين عمدت على اختراق خصوصياتهم خلال الأسابيع الأخيرة واستهدفت جمع أكبر قدر من المعلومات عنهم وعن أعدادهم، وأجبرتهم على تعليق زينة الاحتفالات بل واعتدت على كل من رفض طلباتها، وهو ما جعل هناك حالة من الغضب المكتوم ستكون قابلة للانفجار في أي وقت.
أغلقت مليشيا الحوثي الإرهابية، عددًا من الشوارع في مناطق حدة والسبعين وبيت بوس و45 جنوبي صنعاء، وسط إجراءات أمنية مشددة في أنحاء المدينة الخاضعة لسيطرة المليشيا، ووضعت المليشيا الإجرامية، حواجز بمركبات وأطقم عسكرية في كافة الشوارع المؤدية إلى شارع السبعين حيث يعتزم الحوثيين الإرهابيين إقامة احتفالا بالمولد النبوي وسط مخاوف أمنية.
وقال شهود عيان لـ "المشهد العربي" إن المليشيا منعت مرور السيارات والمركبات في تلك المناطق ما تسبب بازدحام مروري خانق في طرق فرعية، كما استحدثت حواجز تفتيش في شوارع رئيسية وفرعية ومختلف الأحياء في أنحاء المدينة.
وفي استنفار كبير يشي بمخاوف من هجمات محتملة، نشر ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات التابع للمليشيات الإرهابية دوريات متحركة ونقاط تفتيش إلى جانب التشكيلات الأمنية التابعة للمليشيا، وذلك بعد أن أصدرت العناصر المدعومة من إيران تعليمات مبكرة بالاستنفار الأمني في ظل انعدام الثقة بينها والقاطنين في مناطق سيطرتها.
وقبل أيام بدأت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، حملة لحصر أبناء محافظات الجنوب القاطنين في مدينة صنعاء، وقال مصدر مطلع لـ "المشهد العربي" إن المليشيا الإرهابية تسعى إلى تجنيد جنوبيين إلى العمل لصالحها.
وكشف عن خطة للمليشيا الإجرامية لتشكيل ما سمته (جبهة تحرير الجنوب)، وكلفت بذلك المدعو عبدالعزيز الترب، للاجتماع مع بعض القاطنين في صنعاء ومطالبتهم بالتواصل مع معارفهم لتشكيل الجبهة المزعومة.
وتسعى المليشيا المدعومة من إيران إلى محاولة اختراق الجنوب من الداخل بعد فشلها في النفاذ من الجبهات أمام بسالة القوات المسلحة الجنوبية، ويشرف القيادي الحوثي المدعو قاسم حمران، المكنى (أبو كوثر) على ملف الجنوب، حيث تخصص المليشيا الإرهابية ميزانية شهرية لتحقيق تقدم من خلاله.