فظائع الحوثي وتخاذل الشرعية وصمت العالم.. ثالوث يسيل دماء الأطفال
توثّق الكثير من التقارير والبيانات الصادرة عن منظمات دولية، حجم الكلفة الضخمة التي تكبّدها الأطفال، من جرّاء الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.
في المجمل، لا تتوقف مليشيا الحوثي عن ارتكاب جرائمها الإنسانية بحق المدنيين لا سيّما من أبناء محافظة الحديدة منذ سريان الهدنة الأممية في ديسمبر 2018، حيث سقط آلاف المدنيين ضحايا أغلبهم من النساء والأطفال.
ولا تقتصر الاتهامات في هذا الوضع المروع، على أنّه موجه للمليشيات الحوثية وحسب، لكنّ جانبًا رئيسيًّا من المسؤولية يقع على كاهل مليشيا الشرعية التي تسبّبت خياناتها وتآمرها في عرقلة وقف التمدّد الحوثي في الحديدة ومن ثم إطالة أمد الحرب.
في الوقت نفسه، فإنّ المجتمع الدولي يتحمّل جانبًا من المسؤولية، إذ اقتصر دوره على مجرد تسجيل الفظائع الحوثية في بيانات وتقارير يُنظر إليها بأنّها بغير ذات جدوى بشكل كبير، إذ تغيب دائمًا أي أطر لمحاسبة المليشيات على جرائمها.
ولا يمر يوم من دون أن يتم تسجيل إصابات أو حتى جرائم قتل لأطفال يقيمون في مناطق ينشط فيها الإرهاب الحوثي، إذ تتعمّد المليشيات المدعومة من إيران، استهداف المدنيين.
وعلى وجه التحديد، دفع أطفال الحديدة كلفة ضخمة من جرّاء الإرهاب الحوثي المتفاقم، باعتبار أنّ هذه الجبهة واحدة من أكثر المناطق التي ينشط فيها الإرهاب الحوثي.
وفي الساعات الماضية، أضيف الطفل علي محمد دوبلة إلى قائمة الأطفال الذين راحوا بين قتل أو إصابة من جرّاء الإرهاب الحوثي، بعدما أصيب برصاص أطلقته عناصر المليشيات قبل ساعات في مدينة حيس.
واخترق الرصاص الحوثي، كتف الطفل الذي بادر الأهالي بسرعة نقله إلى مستشفى الخوخة لتلقي العلاج، وتقديم الإسعافات اللازمة، فيما لا تعرف مستجدات حالته.
هناك قائمة طويلة من الأطفال الذين راحوا ضحايا الإرهاب الحوثي المتفاقم، وتوثّق منظمة "اليونيسف" أنّه خلال الفترة من 2015 إلى 2020، لقي ما لا يقل عن 3153 طفلاً مصرعهم في اليمن وأصيب 5660 طفلاً،وفي المتوسط يُقتل 50 طفلاً ويصاب 90 طفلاً أو يُصابون بإعاقة دائمة كل شهر، تتضرر الغالبية العظمى منهم بالقذائف المتفجرة والألغام ذات الآثار الواسعة.
وفيما يوصف هذا الإحصاء بـ"المخيف"، إلا أنّ الواقع قد يكون أكثر ألمًا باعتبار أنّ هناك الكثير من الضحايا الذين يروحون ضحايا للإرهاب الحوثي، دون أن تُعرف الفظائع التي يتعرضون لها.