الانتقالي يواجه إرهاب الشمال بتحركات سياسية وعسكرية واقتصادية
تحرك المجلس الانتقالي الجنوبي على مستويات عديدة لمواجهة الحرب التي تشنها قوى الشمال الإرهابية على الجنوب، وتنوعت ما بين جهود سياسية فاعلة ظهرت من خلال الضغط على الشرعية الإخوانية لإنجاح مهام حكومة المناصفة، إلى جانب جهود عسكرية تمثلت في فرض حالة الاستنفار القصوى وصد أي عدوان على الجبهات، ونهاية بتحركات اقتصادية استهدفت التعامل مع أزمات العملة المتفاقمة التي تستهدف إحداث حالة من الفوضى بالجنوب.
أدرك المجلس الانتقالي أن الحرب على الجنوب لن تكون عسكرية فقط، وبالتالي فإنه عمد على تحصين الجبهات الداخلية بأساليب وطرق مختلفة، إذ أنه أولى اهتماما بتوحيد قوى الجنوب وحاول جاهدا إيصال رسائل عديدة مفادها بأن الحوار الجنوبي هو السبيل لمواجهة القوى المعتدية واستطاع أن يخلق وعي جنوبي بالقضية العادلة وهو ما انعكس على تجاوب المواطنين مع أي فعاليات أشرف على تنظيمها خلال الأشهر الماضية.
ضغوط سياسية
مثلما قصد الانتقالي سد الفجوات الاجتماعية فإنه استهدف أيضًا غلق المنافذ السياسية التي من الممكن أن تستغلها الشرعية الإخوانية لدعم حربها ضد الجنوب وهو ما دفعه لممارسة ضغوطات فاعلة عليها سواء من خلال فضح خيانتها أمام التحالف العربي أو المجتمع الدولي، أو عبر إثبات حسن نواياه تجاه تنفيذ اتفاق الرياض، وبمقتضى تلك الضغوطات اضطرت الشرعية لإعادة رئيس الحكومة وعدد من الوزراء إلى العاصمة عدن مجددا، ولم يكتف الانتقالي بذلك لكنه شدد على أهمية أن تعود لممارسة أدوارها بشكل كامل.
نبهت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، دول التحالف العربي، إلى التواطؤ الميداني بين الشرعية الإخوانية ومليشيات الحوثي المدعومة من إيران، من خلال الانسحابات غير المبررة وتسليم جبهاتها دون مقاومة بما فيها من عدة وعتاد.
وحثت هيئة رئاسة المجلس، الحكومة والبنك المركزي، على وقف الانهيار الاقتصادي المتواصل، وإيقاف نزيف العملة المحلية، وعودة جميع الوزراء إلى العاصمة عدن، الرافضين لأداء مهامهم بغير مبرر.
ودعت في اجتماع ترأسه الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس، اليوم الاثنين، دول التحالف العربي، واللجنة الرباعية الدولية، إلى دعم الحكومة للنهوض بمسؤولياتها وإنعاش الاقتصاد وتحسين الخدمات، وصرف المرتبات، ونوهت باستمرار حالة الطوارئ في مواجهة أطماع مليشيا الحوثي الإرهابية، والمؤامرات الإخوانية لنشر الفوضى والإرهاب للنيل من استقرار الجنوب.
كفاءة عسكرية
على المستوى العسكري ظهرت جهود الانتقالي الفاعلة من خلال كفاءة القوات المسلحة الجنوبية والأجهزة الأمنية التي لعبت دورا فاعلا في تأمين جبهات الجنوب وصد محاولات غزو قوى الشمال، لعل آخر هذه النجاحات ما حدث في الضالع وطور الباحة خلال الساعات الماضية بعد أن جرى صد محاولات تقدم المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وهو ما سيجعل قوى الإرهاب تفكر كثيرا قبل أي محاولات جديدة لاختراق الجنوب.
وتأهبت وحدات الحزام الأمني في مديرية طورالباحة بمحافظة لحج، لتحركات مشبوهة لمليشيات الشرعية الإخوانية، ورفعت درجة استعدادها القصوى في المديرية، عقب رصد تحركات عدائية للواء الرابع مشاة التابع لمليشيات الشرعية الإخوانية.
وتشهد أطراف المديرية، بحسب مصادر أمنية لـ "المشهد العربي"، عمليات تنسيق بين مليشيات الشرعية الإخوانية ومليشيات الحوثي الإرهابية، إذ تزامنت تحركات مليشيات الشرعية الإخوانية، بقيادة المدعو أبو بكر الجبولي، مع تصعيد لمليشيات الحوثي على مواقع القوات الجنوبية بحيفان.
قرارات اقتصادية
تحرك المجلس الانتقالي أيضًا على المستوى الاقتصادي وحاول قدر الإمكان تضييق الخناق على ممارسات الشرعية التي أدت لتدهور العملة المحلية واتجه نحو المواجهة الاقتصادية سواء كان ذلك من خلال وقف التعاملات مع بعض السلع التي تأتي من الشمال أو عبر وضع خطط مالية تساهم في الحد من أزمات ارتفاعات الأسعار المضطربة.
منع أحمد حامد لملس، محافظ العاصمة عدن، بيع وتداول عبوات المياه المعدنية الواردة من مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، ووجه مصانع مياه الشرب المعدنية في أنحاء العاصمة ببيع قنينة المياه سعة 750 مل بـ150 ريالا، وسعة لترين بـ 150 ريالا، وسعة 20 لترا بسعر 300 ريال.
وكذلك حظر لملس التعاملات والإيجارات السكنية والتجارية بالعملات الأجنبية والعربية، وكلف في قرار أمس الأحد، بوضع خطة عمل لإخضاع جميع التعاملات والعقود إلى العملة المحلية، وسريانها في غضون أسبوع.