الحوثي والشرعية يتقاسمان صناعة الفوضى الأمنية
تتبع مليشيا الشرعية الإخوانية وحليتفتها "الحوثية" سياسة صناعة الفوضى الأمنية بما يضمن لهما تحقيق مصالحهما، سواء على صعيد النفوذ السياسي أو التربح المالي.
وتعتبر الفوضى الأمنية أحد القواسم الأمنية المشتركة التي تشهرها الشرعية والحوثي، كلٌ في نطاق سيطرتها، وسط تغييب كامل لدولة القانون.
في المناطق التي تنشط فيها مليشيا الإخوان أو يمتد إرهابها إليها، تسود حالة مخيفة من الانفلات، فمثلًا محافظات مثل شبوة أو لحج أو وادي حضرموت تشهد جميعها فوضى أمنية هائلة، تتضمن تفشيًّا كبيرًا في ارتكاب الجرائم وتغييب سلطة القانون.
هذه الفوضى المصنوعة إخوانيًّا في الجنوب، يُنظر إليها بأنّها تحمل بعدًا طائفيًّا، وتقوم على صبغة مناطقية، فالهدف منها هو استهداف للجنوب وشعبه وهويته، ممزوجًا أيضًا بمساعٍ متواصلة للسطو على ثرواته وموارده، ومحاولة ضربه أيضًا سياسيًّا عبر عرقلة تمكنه من تحقيق حلم استعادة الدولة وفك الارتباط.
ولا تخلو أي منطقة تشهد على نفوذ إخواني من هذه الفوضى التي تشمل ارتكاب جرائم قتل واعتداء واعتقال، واللافت أنّ هذه الجرائم ترتكب بصبغة رسمية في كثير من الأحيان، أي من قِبل عناصر تابعة للأولوية العسكرية الإخوانية، والتي ألحقت إليها عناصر إرهابية.
الحالة الحوثية لا تختلف كثيرًا، فكل المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات تشهد على هذه الفوضى الأمنية المرعبة، مثالًا على ذلك تعيش محافظة إب فوضى عارمة إذ تشهد بشكل يومي الكثير من الجرائم والاعتداءات التي تُرتكب دون أي ملاحقات أمنية.
وفي الغالب، فإنّ مرتكب هذه الجرائم هي عصابات تعمل بالتنسيق مع المليشيات الحوثية، كما أنّ الأخيرة تغيّب من سلطة القانون، بما يعني منح إشارة خضراء إزاء تفاقم الجرائم لا سيّما جرائم القتل.
حدث ذلك مثلًا قبل ساعات، عندما أقدم مسلح على قتل شاب في معرض سيارات بمحافظة إب، بدم بارد.
في التفاصيل، هاجم الجاني فضل محمد أمين السعيدي، معرض سيارات في مفرق حبيش، في محاولة السطو على خزنته، مؤكدين أنه أفرغ عدة رصاصات في جسد المجني عليه عامر عبدالله عامر العامل بالمعرض.
وفتح القاتل، النار على الضحية بعدما عجز عن سرقة الخزنة، قبل أن يفر هاربًا.
هذا الاعتداء الدامي هو ثاني جريمة يرتكبها هذا المسلح في غضون 3 أيام، بعد قتله امرأة في منطقة السحول الجبانة، رفضت السماح لنجلها بتوصيله على دراجته النارية.
يحمل هذا الواقع المروع، دلالة كاملة وواضحة مفادها أن صناعة الفوضى الأمنية هي عادة حوثية، إذ تفتح المليشيات بابًا لا يُغلق أبدًا أمام تفاقم الجرائم والاعتداءات.
كما أن الاختطاف يُمثل أحد أكثر الجرائم انتشارًا في محافظة إب، وعلى وجه التحديد تستهدف هذه الجرائم صغار السن الذين يجدون أنفسهم تحت طائلة الإرهاب الحوثي، إذ تختطفهم المليشيات لتجنيدهم قسرًا والزج بهم صوب الجبهات.