صفقات الحوثي والإخوان.. تحالف الأشرار يغذي بذور الإرهاب
يمثّل التقارب الحوثي الإخواني، أحد أكثر العلامات وضوحًا في مجريات الحرب، وهو الأمر الذي أدّى إلى إطالة أمد الحرب، بعدما وجدت المليشيات المدعومة من إيران فرصة سانحة أمامها للتمدد على الأرض.
وظهرت للعيان الكثير من الصفقات التي أبرمت بين مليشيا الشرعية الإخوانية وحليفتها الحوثية، وهي صفقات تتنوع بين الوضع العسكري والنفوذ السياسي وصولًا إلى الإفراج عن الأسرى، وجميعها مثلت طعنات إخوانية في ظهر التحالف العربي في جهوده المتواصلة لحسم الحرب.
التوافق بين الحوثيين والإخوان ترعاه شخصيات موالية لتنظيم الإخوان سواء في الداخل أو الخارج، وتحديدًا الذين يقيمون في مدينة إسطنبول التركية، وجميعهم يوالون حزب الإصلاح الإخواني.
ولم يستطع الإخوان فرض سياج من السرية على العلاقات مع المليشيات الحوثية الإرهابية، لكنّ هذه العلاقات تصاعدت كثيرًا إلى الواجهة، وافتضح أمرها بالتزامن مع تصعيد عسكري متواصل.
فأي فترة تشهد تصعيدًا عسكريًّا من قِبل الحوثيين، فإنّ الحديث يتواتر عن صفقات تُبرم واتفاقات تعقد بين المليشيات المدعومة من إيران والشرعية الإخوانية، وهذا يرتبط بأن مليشيا حزب الإصلاح توسِّع نفوذ الحوثيين على الكثير من المواقع والجبهات، وهو الأمر الذي يحدث حاليًّا في شبوة ومأرب على وجه التحديد.
وفي هذا الإطار، فقد كشفت مصادر مطلعة تحدّثت لقناة سكاي نيوز عربية، عن أنّ عناصر إخوانية نافذة تقف وراء عمليات إخضاع المناطق لسيطرة المليشيات الحوثية، سواء في مأرب التي يرى الحوثيون فيها أهمية استراتيجية بالغة وأيضًا في شبوة التي يسعى الإخوان لغرس بذور المليشيات الإرهابية على أراضيها.
وقدّم تصريح العميد علي الكليبي القائد السابق لللواء 19 مشاة دليلًا متكاملًا على خيانة الشرعية الإخوانية، عندما قال في كلمة مصورة، إنّ حزب الإصلاح سلّم مديريات بيحان في شبوة لمليشيا الحوثي.
وصرّح الكليبي بأنّ ما ارتكبته حزب الإصلاح مثّل مؤامرة مكتملة الأركان تستهدف التحالف العربي.
تصريحات الكليبية تضمنت تأكيدًا للفضائح التي ارتكبتها الشرعية الإخوانية، عندما قال إنّ سقوط المديريات لم يكن من خلال هزيمة عسكرية لكنه كان قرارًا سياسيًّا من قِبل الإخوان.
إزاء ذلك، تثير تخوفات من أنّ تفاقم موجات التنسيق بين هذين الحليفين تغزي بذور الإرهاب في المنطقة برمتها، وليس فقط في الجنوب أو حتى في الشمال، باعتبار أنّ هذه التنظيمات الإرهابية بإمكانها العبث بالأمن والاستقرار في ظل غياب استراتيجية حاسمة وقوية للمواجهة.
هذا الواقع والخطر المحدق يثير قلقًا عارمًا فيما يخص إطالة أمد الحرب، وبالتالي يقلِّل من قيمة الجهود التي يبذلها التحالف العربي من أجل ردع المليشيات الحوثية في جبهة مأرب.
وشهدت الأيام الماضية، تكثيفًا من العمليات التي ينفّذها التحالف العربي ضد المليشيات الحوثية في مأرب، وهي عمليات أسقطت أعدادًا كبيرة من القتلى في صفوف المليشيات المدعومة من إيران.
وعلى الرغم من أهمية هذه الجهود العسكرية للتحالف التي تُشكل وسيلة ضغط على المليشيات، فإنّ الأمر لن يكون مجديًّا بالدرجة الكافية بالتوازي مع السياسات التآمرية التي تتبعها الشرعية الإخوانية وتمثّل خدمة للمليشيات الحوثية.