غلق طريق عتق - بيحان يضع آلاف الجنوبيين تحت حصار الحوثي والإخوان
أحكمت مليشيا الشرعية الإخوانية الحصار على مواطني شبوة، بانتشار عسكري وغلق طرق، تحت زعم ما باتت تعرف بـ"مسرحية" الاشتباك الوهمي مع المليشيات الحوثية.
وسائل إعلام موالية للشرعية نشر قرارًا صادر عما أسمتها "قيادة الجيش الوطني" - وهو مكون عسكري يتبع الشرعية خاضع لسيطرة إخوانية ويضم الكثير من العناصر الإرهابية - بقرار إغلاق الطريق الرابط بين مدينتي بيحان وعتق بمحافظة شبوة.
القرار المتداول أفاد بأن القرار يدخل حيز التنفيذ بدءًا من ظهر الجمعة دون أن يتم تحديد موعد وقف العمل به، وقد تضمّن الإشارة إلى أنه لن يُسمح شخص بالمرور في الخط الرابط بين مدينتي بيحان وعتق مهما كانت الظروف.
ديباجة القرار الصادر عن الشرعية الإخوانية حمل تهديدًا صريحًا للمواطنين بعدم تجاوز هذه المناطق التي باتت قيد الحصار، فقبل شهر سلّمت مليشيا الشرعية الإخوانية مديريات وأيضًا العين وعسيلان وبيحان إلى مليشيا الحوثي.
قرار الشرعية يعني أنّ آلاف المواطنين الجنوبيين سيقبعون تحت الحصار بين عناصر المليشيات الحوثية الإرهابية المنتشرة في قلب بيحان وعناصر الشرعية الإخوانية التي ستتولى غلق الطريق الرابط بين المدينتين.
حاولت الشرعية تبرير هذا القرار بزعم أنّها يأتي في إطار العملية العسكرية المزعومة التي أطلقتها ضد مليشيا الحوثي في شبوة، وهو إعلان اندرج في إطار الكوميديا السوداء التي طغت على الحرب.
يقول محللون إن الشرعية إذا كانت محقة في الحرب على الحوثيين لما سلّمت المواقع والجبهات للمليشيات الحوثية، وهو مشهد يتكرر منذ صيف 2014، عندما انسحب الإرهابي علي محسن الأحمر على رأس الفرقة العسكرية وترك صنعاء بأكملها تسقط في قبضة 20 طقمًا عسكريًّا حوثيًّا، وفرّ متنكرًا في زي حرمة سفير.
كما أن العملية العسكرية المزعومة لم يكن لها وجود على الأرض، وكانت مجرد استهلاكًا محليًّا حاولت من خلالها الشرعية امتصاص حالة الغضب الموجه لها بعد تسليم مديريات شبوة للمليشيات الحوثية.
بالعودة للتطور الحادث اليوم، فإنّ إقدام الشرعية على غلق الطريق بين عتق وبيحان دون أن تكون هناك أي اشتباك مع الحوثيين، يعني أنّ الحرب على شبوة دخلت إلى مرحلة أكثر قسوة.
فبعد أن تم تسليم مناطق شاسعة مثل مديريات بيحان والعين وعسيلان إلى الحوثيين، فقد جاء الدور على إطباق الحصار وقطع الطرق بين المدن، بما ينذر بأعباء إنسانية مستفحلة.
يُستدل على ذلك بأنّ القرار الصادر عن الشرعية تضمّن منعًا تامًا للتنقل بين المدينتين، وهذا يعني عدم السماح بمرور الحالات الإنسانية أو المرضية، وهذا كله بزعم المحافظة على حياة المواطنين، في تلاعب واضح من قِبل الشرعية التي تتحالف مع الحوثيين ضد الجنوبيين بشكل كامل.
كما أنّ إغراق شبوة بالمسلحين إن كانوا من المليشيات الحوثية أو حليفتها الإخوانية يعني تحويلها لما تشبه ثكنة عسكرية قمعية تسهل جرائم تهريب النفط الذي تزخر به محافظة شبوة، وهذه الثروة تتعرض للسطو بشكل مستمر من قِبل أعداء الجنوب.
وأنشأ الإخوان والحوثيون مسارات لتهريب النفط إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات المدعومة من إيران، ضمن تجارة تُوصف بأنها سوداء تدر على كلا الفصيلين ثروات ضخمة.