ثورة على الخيانة والفساد.. رياح الغضب الجنوبي تهب في وجه الشرعية
يومٌ عصيب اندلع في وجه مليشيا الشرعية الإخوانية في محافظة شبوة، بعدما ذاق الجنوبيون ذرعًا من السياسات التآمرية التي انتهجتها الشرعية الإخوانية والتي تضمّنت تسليم الكثير من المناطق للمليشيات الحوثية الإرهابية.
كان من المتوقع أن تثير هذه السياسات التآمرية الإخوانية غضبًا جنوبيًّا عارمًا، عبّر عنه أبناء شبوة في فعاليات احتجاجية شهدتها مديرية نصاب اليوم السبت، إذ توافدت حشود شعبية من مختلف أنحاء شبوة، للمشاركة في اعتصام ضد فساد تنظيم الإخوان الإرهابي وسلطته المتحالفة مع المليشيات الحوثية.
ونادى المحتجون، بضرورة رحيل المحافظ الإخواني المدعو محمد بن عديو، وإنقاذ شبوة من خيانة الشرعية الإخوانية وذلك بعد تسليم مديريات بيحان والعين وعسيلان للمليشيات المدعومة من إيران.
لم يتوقف المشهد الاحتجاجي عند هذا الحد، ففي مدينة خورة تظاهر المئات من المواطنين تنديدًا بتآمر المليشيات الإخوانية وتسليمها المواقع والجبهات للمليشيات الحوثية.
وأقام المتظاهرون مخيم اعتصام في تحرك تصعيدي إلى حين الاستجابة لمطالبهم، وعلى رأسها محاكمة المحافظ الإخواني المدعو بن عديو، بتهمة الخيانة العظمى.
تصاعد حدة الغليان الشعبي في الجنوب هو ترجمة حقيقية لحجم النفور من ممارسات الشرعية الإخوانية، التي لا تقتصر على جرائم النهب والسطو والفساد الضخمة التي مكّنت قياداتها من تكوين ثروات ضخمة، لكن المليشيات الإخوانية تواصل الانكفاء عن محاربة المليشيات الحوثية، وهو ما منح "الأخيرة" فرصة كبيرة للتمدّد على الأرض بشكل أكبر.
خطة الشرعية المعادية للجنوب تقوم على محاولة إفساح المجال أمام إعادة العناصر الإرهابية من جديد، بما فيه ذلك المليشيات الحوثية نفسها، وهو أمرٌ ينذر بالكثير من المخاطر على القضية الجنوبية.
ويرى محللون أنّ القضية الجنوبية تتعرض حاليًّا لتهديدات وجودية، تنفّذها الشرعية الإخوانية وذلك من خلال إغراق بالعناصر الإرهابية لصناعة فوضى مسلحة، ويحدث ذلك في مناطق شتى بين شبوة وأبين ولحج ووادي حضرموت وغيرها من مناطق الجنوب التي تطالها آثار الأعباء الأمنية المصنوعة إخوانيًّا.
يُستدل على ذلك بجرائم القمع التي ترتكبها الشرعية الإخوانية من جانب، وكذا نشر عناصرها المسلحة التي انسحبت من مواجهة الحوثيين ونشرها في الجنوب كما حدث في محافظة المهرة مؤخرًا، إذ انتشرت فيها عناصر إخوانية مسلحة هربت من مواقعها في مأرب لصالح الميلشيات الحوثية.
لا تنفصل هذه التطورات عن مساعي الشرعية لضرب الجنوب مجتمعيًّا، وهي تعتمد في سبيل ذلك على شن حرب خدمات واسعة النطاق، في محاولة لإثارة الجنوبيين وزعزعة الاستقرار على الأرض، إلى جانب محاولة استفزازهم بموجات رفع الأسعار.
تصطدم كل هذه التحركات المشبوهة من قِبل مليشيا الشرعية الإخوانية بحالة من الوعي الشعبي الجنوبي الجارف الذي يتصدى لمحاولة النيل من قضيته، ولعل تظاهرات شبوة اليوم الدليل الأكثر بزوغًا على أن الشعب الجنوبي لا يمكنه أن يرفع راية الاستسلام بأي حالٍ من الأحوال، ويظل صامدًا في مساعي ضرب القضية وحرمان الشعب من استعادة دولته.