القضاء يتلاعب بقضية انتصار الحمادي لخدمة أهداف المليشيات الحوثية

الاثنين 25 أكتوبر 2021 00:52:00
testus -US

أرجأت محكمة حوثية قضية الفنانة وعارضة الأزياء الشابة انتصار الحمادي إلى السابع من نوفمبر المقبل وذلك بعد نحو تسعة أشهر من الاعتقال دون أن تتمكن من إثبات أي من التهم التي تحاول إلصاقها بالفتاة وصديقاتها، بما يشي بأن العناصر المدعومة من إيران تنتظر التوقيت المناسب بالنسبة إليها للنطق النهائي بالحكم.

وتتخوف المليشيات الحوثية المدعومة من إيران أن يكون الحكم الصادر عن أحد محاكمها مقدمة لمزيد من الانتقادات الدولية إليها، إذ أن القضية تحظى باهتمام دولي فاعل بسبب الانتهاكات التي أقدمت المليشيات على ارتكابها بحق الفتاة، كما أنها تعرضت لانتقادات متصاعدة من المنظمات الحقوقية الدولية التي رصدت المخالفات التي ارتكبتها ضد محامي الفتاة وكذلك تعمدها تشويه الحقائق للتنكيل بها.

يصُعب الفصل بين الضغوطات التي تمارسها أطراف إقليمية عديدة على المليشيات الحوثية وبين قرار تأجيل النطق بالحكم، وهو ما دفع رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي التابع للمليشيات المدعو مهدي المشاط لبعث رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة اتهمه فيها بـ"الانحياز لصف التحالف العربي"، ما يؤكد على أن العناصر المدعومة من إيران تخشى ردة فعل القوى الإقليمية بعد أن تفاقمت جرائمها على نحو كبير.

وتحاول العناصر المدعومة من إيران تمرير بنود اتفاقها مع الشرعية الإخوانية لتسليم وتسلم الجهات من دون أن تحاط بانتقادات دولية متصاعدة في حال صدر حكم قاسٍ ومتوقع ضد الفنانة الشابة وبالتالي فإن التأجيل أو إصدار حكم مخفف بحقها قد يكون الحل الأسلم أمامها.

أقرت محكمة غرب صنعاء التابعة لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، حجز قضية الفنانة وعارضة الأزياء الشابة انتصار الحمادي، وزميلتيها إلى السابع من نوفمبر المقبل للنطق بالحكم بعد نحو تسعة أشهر من الاعتقال.

قال مصدر قانوني لـ "المشهد العربي"، إن النيابة الحوثية كررت محاولات إلصاق اتهامات أخلاقية وسياسية ضد انتصار الحمادي وصديقاتيها باستحضار تغريدات السفير البريطاني المتضامنة معها وصور لتدخين سيجارة، وغيرها من صور محادثات وتسجيلات في الهواتف.

وأضاف أن محامي إحدى المحتجزات عرض صورة مزيفة ببرنامج (فوتوشوب)، لها مع الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وقدمتها النيابة الحوثية كدليل إدانة، وأكد المصدر أن النيابة التابعة للمليشيا الإجرامية، فشلت في تقديم أي أدلة ملموسة على اتهاماتها للفتيات الثلاث بممارسة الدعارة وحيازة المخدرات وغيرها، إلا أن النيابة تستغل سلطتها خارج القانون في إبقائهن داخل السجن.

وبحسب مصادر محلية فإن المليشيا تعمدت تفتيش هاتف الحمادي لإثبات الاتهامات بتورطها في جرائم غير أخلاقية، ووجدت مقطعًا لها خلال تدخينها سيجارة، زعمت لاحقًا أنها حشيش مخدر، ولفت إلى أن محامي الفنانة رفض تلك الاتهامات، كاشفا عن تعرض موكلته للتعذيب والتوقيع على اعترافات انتزعت منها بالإكراه.

وفي شهر أغسطس الماضي ذكرت مصادر مطلعة أن مليشيا الحوثي نقلت انتصار الحمادي إلى قسم سجينات ما تسميها المليشيا "الحرب الناعمة" وهن النساء اللواتي تلقي المليشيا المدعومة من إيران القبض عليهم وتلفق لهن تهمًا بممارسة دعارة، ونشر ما تقول عنه أخلاقيات دخيلة على المجتمع حسب زعمها.

وفي شهر يونيو الماضي عقدت محكمة غرب صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، أولى جلساتها لمحاكمة الحمادي، والتي اعتقلتها في شهر فبراير الماضي من حي شملان غربي مدينة صنعاء، قبل أن تتحول قضية اختطافها بهذا الشكل إلى قضية رأي عام.

واشتهرت الحمادي التي ولدت عام 2001، بترويجها للأزياء اليمنية، إلى جانب أدوارها الفنية المُميزة والتي كان آخرها في مسلسلي "سد الغريب" و"غربة البن".