اعتداءات رضوم وأحداث كريتر توثّق تناقض المنظمات الحقوقية وتآمرها على الجنوب
رسمت الاعتداءات القمعية التي شنتها مليشيا الشرعية الإخوانية ضد المواطنين في محافظة شبوة، وكذا أحداث كريتر الأخيرة، صورة كاملة عن كيفية تعامل المنظمات الحقوقية "غير المنصف" مع تطورات الأحداث على الأرض.
فمن جانب، تعيش هذه المنظمات ما يصفه كثيرون بأنه حالة من الموت السريري، إزاء الجرائم التي تُرتكب بحق مواطني شبوة، لا سيّما الاعتداءات التي شنّتها مليشيا الشرعية وهي تفض اعتصام مديرية رضوم.
الاعتصام شارك فيه مئات المواطنين ممن غضبوا من إقدام الشرعية الإخوانية على تسليم المواقع والجبهات للمليشيات الحوثية وتحديدًا مديريات بيحان والعين وعسيلان، كما ندّدوا بالأوضاع المعيشية المتردية.
حاولت الشرعية لإسكات الجنوبيين فأشهرت المدافع في أوجههم، وأطلقت الرصاص الحي في اعتداء قمعي مروّع استهدف تفريق المعتصمين والحيولة دون إطلاق المزيد من صرخات الغضب.
وعلى الرغم من هذه الاعتداءات الموثّقة بالعديد من الأدلة على الأرض، إلا أنّ المنظمات الحقوقية التي ترفع شعارات حقوق الإنسان، التزمت الصمت حيال ما حدث على الأرض.
على النقيض تمامًا، فإنّ هذه المنظمات سُمع صوتها صادحًا وبقوة في أحداث كريتر الأخيرة، فعلى الرغم من كونها مثّلت جهودًا بارزة للأجهزة الأمنية في العاصمة عدن لفرض الأمن وتغليب سلطة القانون.
لعبت هذه المنظمات على خدمة أجندة إخوانية، استندت إلى محاولة ضرب أمن واستقرار العاصمة، عبر الترويج معلومات زائفة حول أوضاع حقوق الإنسان، متجاهلة أن الأجهزة الأمنية كانت تتولى التصدي لعناصر إجرامية خطيرة، يتاجر بعضها في المخدرات.
تجاهل المنظمات الحقوقية الجرائم التي ترتكبها الشرعية الإخوانية في مقابل إصدار تقارير كا ذبة عن الجنوب ينفث الرماد عن حقيقة هذه الجهات التي ادعت أنّها مكون مدني مستقل.
وتعمل هذه المنظمات في خدمة الأجندة الإخوانية، ويقول الكثير من النشطاء والسياسيين إن العاملين فيها يحصلون على تمويلات ضخمة من التنظيم الدولي للإخوان والدول الراعية له.
وفي الجنوب على وجه التحديد، تلعب هذه المنظمات على وتر محاولة الإيقاع بين الشعب الجنوبي وقيادته السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي، من خلال بث قدر كبير من الشائعات ضد قيادات المجلس.
من أجل تحقيق هذا الغرض، أُطلقت في الفترات الماضية الكثير من المنظمات التي رفعت شعارات حقوق الإنسان، وحاولت إلصاق نفسها بهوية العمل المستقل، وليس بالضرورة أنها تعمل من الداخل، لكن أغلب عناصرها يقيمون في الخارج، ويروجون لقدر ضخم من الأكاذيب والشائعات عن الجنوب.