مأرب تلتهب.. الحوثي يكثف انتهاكاته والتحالف يحاصره والشرعية تغرد
لو أنّ الشرعية الإخوانية أطلقت العنان لأسلحتها أن تضرب الحوثيين بدلًا من الانكفاء على لوحات "الكيبورد" لتطلق تصريحات عنهجية، لكان الوضع في مأرب على غير وضعه الراهن.
مشهدان ثابتان متكرران في جبهة مأرب، أولها تفاقم الأعباء التي تحاصر المدنيين من جرّاء الحصار القاسي الذي تفرضه المليشيات على المحافظة من عدة جبهات، وثانيهما هو تعامل الشرعية التي تنزوي على نفسها بإطلاق التصريحات لإظهار العداء للمليشيات الحوثية.
حتى اليوم، لا يزال سكان مأرب يدفعون ثمن جرائم الحوثي، وقد أظهرت إحصاءات حقوقية حديثة نشرها نشطاء اليوم الاثنين، أنّ المليشيات المدعومة من إيران، اختطفت نحو 50 شخصًا منذ بدء الحصار الخانق قبل نحو شهر، وهي إحصائية قد لا تكون دقيقة بشكل كامل باعتبار أنّ هناك أعدادًا من الضحايا الذين لا يعرف عن الاعتداء عليهم شيء.
كشفت رابطة أمهات المختطفين بمحافظة مأرب، أمس الأحد عن إحصائية أولية بعدد المختطفين من قبل مليشيات الحوثي في مديرية العبدية منذ اقتحامها لها عقب حصار خانق دام ما يقارب الشهر.
وأكدت الرابطة إنها رصدت في إحصائية مبدئية اختطاف “47” مواطنا مدني من أبناء المديرية نقل بعضهم إلى جهات مجهولة، ومن المتوقع أن العدد أكثر من ذلك.
وتضمنت الجرائم الحوثية، في هذا الإطار، ارتكاب انتهاكات تجاه المختطفين أو ذويهم، وتعذيب الأطفال والسيدات للضغط عليهم للكشف عن أماكن تواجد آبائهم وذويهم.
ودفعت مديرية العبدية، الثمن الأكبر من جرائم وانتهاكات المليشيات الحوثية، بعدما وُضعت قيد الحصار القاسي، ومُنِع سكانها من إمكانية تدبير وتوفير احتياجاتهم سواء الغذائية.
وأغلقت أغلب المحال التجارية في مديرية العبدية أبوابها بعد عجزت عن توفير المواد التموينية للأهالي، وذلك بسبب عدم دخول السلع والبضائع الأساسية، بالإضافة إلى توقف التعليم بشكل عام.
كما أسفر القمع الحوثي عن انهيار شامل في المنظومة الصحية، وتم الكشف قبل أيام، عن تسجيل حالات وفاة وكشف الشجني عن حالات وفاة في أوساط أهالي العبدية بسبب الإصابة بالجلطات ووجود مئات المصابين بالأوبئة والحميّات.
وتعرضت العشرات من النساء الحوامل للولادة المبكرة؛ نتيجة عدم وجود اهتمام ورعاية صحية.
كل هذا القمع الذي يمارسه الحوثيون على الأرض، يأتي مدعومًا بسياسات عبثية تمارسها الشرعية الإخوانية، تقوم على التآمر وتسليم المواقع والجبهات للمليشيات الحوثية، وترك السكان فريسة أمام القمع الحوثي المروّع.
وحتى اليوم، يواصل المدعو معمر الإرياني الشهير بـ"الوزير التويتري"، التغريد عن أوضاع مأرب، محاولًا استقطاب قدر من التعاطف لصالح الشرعية، بعدما حاصرتها الانتقادات في أعقاب خيانتها وتآمرها لصالح المليشيات الحوثية.
وفيما لا يمكن التعويل على الشرعية - طالما أنها قيد هذا النفوذ الإخواني - نحو ضبط بوصلة الحرب والانخراط في مواجهة فعلية ضد الحوثيين، فإنّ سكان مأرب يعوّلون على التحالف العربي الذي يكثف من عملياته العسكرية في مواجهة المليشيات الحوثية.
ففي هذا الإطار، أعلن التحالف العربي مقتل 264 فردًا من المليشيات الحوثية المدعومة من إيران في غارات جوية خلال الساعات الـ72 الماضية.
وقال التحالف إنّه نفذ 88 عملية استهداف لآليات وعناصر الميليشيات بالجوبة والكسارة قرب خلال الساعات الـ72 الماضية.
وأشار التحالف إلى أنّ "عمليات الاستهداف شملت تدمير 36 من الآليات العسكرية وخسائر بشرية تجاوزت 264 عنصرًا إرهابيًّا.