السطو على دلتا أبين.. هوية جنوبية تحاربها الشرعية

الاثنين 25 أكتوبر 2021 17:47:11
testus -US

لا تقتصر الحرب الشعواء التي يتعرض لها الجنوب، على نيران تخرج من فوهات أسلحة الأعداء، لكنّ حربًا على الهوية استعرت كثيرًا في الفترة الماضية فيما يخص تغيير التركيبة الديمغرافية في الجنوب.

على مدار فترات طويلة، ظلّت العاصمة عدن عنوانًا بارزًا لمحاولات ضرب هويتها عبر إحلال تجمعات بشرية بهوية غير جنوبية، تمثّل ترجمة فعلية لظاهرة الاستيطان على الأرض.

لكن هذه الحرب المفزعة توسّعت رُحاها لتشمل مناطق أخرى، عنوانها دلتا أبين، التي تشهد حاليًّا محاولات موسعة لضرب هويتها الجنوبية، وإحلال عناصر شمالية على أراضيها.

ولوحظ إتساع دائرة تمليك وبيع مساحات شاسعة من أراضي الدلتا لنازحين في مسعى لتوطينهم، وهي خطوة أثارت امتعاض الجنوب وقيادته السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي.

وشكا جنوبيون في محافظة أبين، من عمليات البسط والاستيلاء على أراضٍ شاسعة في دلتا أبين، وقال مواطنون إنّ سماسرة يُشهرون عقودًا زائفة للملكية وذلك لإجراء عمليات البيع، في إطار محاولة شرعنة هذا الفساد.

وحذّرت هيئة رئاسة المجلس من خطورة عملية التغيير الممنهج للتركيبة الديموغرافية للمجتمع في مديريات دلتا أبين.

وفي اجتماعها الذي عُقد اليوم الاثنين، برئاسة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس، طالبت هيئة الرئاسة، السلطة المحلية بمحافظة أبين بوضعِ حدٍ لعملية التغيير الممنهجة في التركيبة السكانية لمديريات الدلتا، من خلال تمليك وبيع مساحات شاسعة من أراضي الدلتا لنازحين في مسعى لتوطينهم.

التغيير الديمغرافي هو أحد أطر الحرب الواضحة على الجنوب، وتستهدف ضرب هويته وتفكيك النسيج المجتمعي بشكل كامل، بعدما تضرّر أعداء الجنوب من تلاحم الجنوبيين وتمسكهم بهويتهم.

يتم الاعتماد في هذا الإطار على عناصر يتم الدفع بها تحت غطاء أنهم نازحون، ثم سرعان ما يتضح أن هذه العناصر تنفّذ خطة إخوانية تستهدف هوية الجنوب، في عملية استيطانية تحمل أبعادًا خطيرة على وضع القضية الجنوبية.

وعلى ما يبدو فإنّ الشرعية تسعى لتأمين نفوذها على الأرض، وبالتالي تعمل على محاولة طمس الهوية الجنوبية، لإحداث احتلال شمالي متكامل الأركان، يضمن إعادة القضية الجنوبية ومطالب الشعب لاستعادة دولته للعودة إلى نقطة الصفر من جديد.

ومثّلت التوترات الأمنية القاسم المشترك إزاء نشر هذه التجمعات البشرية في أرض الجنوب، ففي كل مرة تتفاقم فيها موجات الاستيطان فإنّ ذلك يعقبه أعمال عنف وعمليات إرهابية تستهدف ضرب أمن واستقرار الجنوب.