حرب الغاز.. رصاص الشرعية يخترق صدور الجنوبيين
يمثّل نقص أسطوانات الغاز المنزلي، واحدة من أكثر الأزمات المعيشية التي يعاني منها الجنوب، ضمن حرب خدمات بشعة، تشنها الشرعية الإخوانية ضد الجنوب على نحو آخذ في التصاعد.
تتعمد الشرعية، إغراق الجنوب بالأزمات، في محاولة لفتح الباب أمام فوضى معيشية شاملة، تستهدف بشكل مباشر أن يكون الهدف الأسمى للجنوبيين هو العمل على تلبية احتياجاته المعيشية.
اختارت الشرعية هذا العقاب الجماعي سلاحًا ضد الجنوب وشعبه، فعلى الرغم من الموارد الكبيرة التي كان من الممكن أن تضمن للجنوبيين حياة آمنة ومستقرة، إلا أنّ هذه الثروات طالتها يد النهب الإخوانية ما ساهم في تأزيم الأوضاع المعيشية.
تحاول الشرعية في هذا الإطار، إشغال القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي، في معارك تلبية احتياجات المواطنين، وذلك مع التأكيد على أهمية هذه المعارك وضرورة حسمها بنما ينعكس على وضع الجنوبيين المعيشي.
أبين وشبوة مثّلتا نموذجًا لتردي الأوضاع المعيشية في الجنوب فيما يخص أزمة نقص أسطوانات الغاز المنزلي، فالمحافظتان تشهدان دائمًا نقصًا في المعروض، إلى جانب انتشار الأسواق السوداء وسط عمليات بيع بأسعار مرتفعة للغاية.
ففي أبين، يعيش المواطنون أوضاعًا قاسية بسبب نقص أسطوانات الغاز، وهذه الأزمة تفاقمت بشكل كبير في مديرية أحور، حيث شوهد المواطنون وهم يصطفون في طوابير طويلة على أبواب وكلاء بيع أسطوانات الغاز، دون الحصول عليها، في ظل شكاوى من نقص المعروض.
وتستقبل المديرية 800 أسطوانة غاز منزلي أسبوعيًا، إلا أنها أقل من المعروض، حيث يقدر الاستهلاك بحوالي ألف و500 أسطوانة في الأسبوع الواحد.
ويشكو المواطنون من عمليات تلاعب مستمرة في توزيع أسطوانات الغاز المنزلي، ودائمًا ما يُحملون وكلاء التوزيع مسؤولية تسرب المئات منها لغير المستحقين لجني مزيد من العوائد المالية غير المشروعة.
وتتفاقم الأزمة بشكل كبير، في ظل عجز السلطات المحلية وإهمالها عن وضع خطط حازمة تعمل على وقف التلاعب بحصص أسطوانات الغاز المنزلي المعروضة، إلى جانب احتكار وتسريب كميات ضخمة إلى السوق السوداء لتضخيم الأزمة.
إذا كان هذا الوضع المعيشي المروع ينخر في عظام أبين، فإنّ الوضع في شبوة لا يختلف كثيرًا، فالسلطة الإخوانية القابضة على أنفاس المحافظة تغذي الأزمات المعيشية بشكل كبير، وتفسح المجال أمام تردي الأوضاع الحياتية.
وعلى الرغم من أن شبوة تملك أكبر منشأة لتصدير الغاز، إلى أنها تعاني من أزمة مروعة فيما يخص توفير الأسطوانات للمواطنين، فيما تنتعش بقوة الأسواق السوداء، أين تُباع الأسطوانات هناك بأسعار ضخمة.
ما يملكه الجنوب وتحديدًا شبوة من منشآت تصدير الغاز، زاد من حدة غضب الجنوبيين، باعتبار أنّه لا يوجد أي مبرر تجاه هذه الموجات الخانقة من الأسعار المرتفعة بشكل كبير.
تؤزم الوضع المعيشي في الجنوب بشكل عام وهو يندرج في إطار حرب خدمات متعددة الأبعاد، ترافق معه انهيار في الوضع الاقتصادي يتمثّل بشكل واضح في انهيار العملة المحلية وما يستتبعه ذلك من موجات ارتفاع في الأسعار، مصحوبًا بالتوقف "غير المبرر" عن صرف المرتبات.