قراءة في اجتماع الرئيس والسفراء.. الزُبيدي يطلع أوروبا على سلمية وحنكة الانتقالي
رسمت المواقف التي عبّر عنها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي خلال لقائه مع عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين، خارطة عمل المجلس، في إطار التحديات الراهنة التي يواجهها الجنوب.
الرئيس الزُبيدي استقبل اليوم الوفد الأوروبي الذي ترأسته ماريون لاليس نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، وضمَّ السفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صفا، والسفير الألماني هيوبرت ياغر، والسفير الهولندي بيتر ديريك هوف، والمبعوث السويدي بيتر سمنبي.
العديد من الرسائل بعث بها المجلس الانتقالي خلال هذا اللقاء المهم، حيث أكّد الرئيس الزُبيدي استعداد قيادة المجلس للعودة إلى طاولة المفاوضات لاستكمال ما تبقى من بنود الاتفاق، وفي مقدمتها خروج القوات الموالية لجماعة الإخوان من أبين، وشبوة، ووادي حضرموت، وإعادة هيكلة وزارتي الدفاع والداخلية.
هذا الإعلان المهم من قِبل المجلس الانتقالي هو بمباثة إلقاء الكرة في الملعب الآخر، إذ يقول المجلس الانتقالي من خلال هذا التأكيد، أنه حريص على إنجاح اتفاق الرياض، وأنه ليس الطرف المعرقل، بل هو على استعداد للتجاوز عن عثرات الماضي التي ارتكبها الطرف الآخر وصولًا إلى إنجاح الاتفاق.
يعني هذا الأمر بكل وضوح أنّ المجلس الانتقالي لن يكون سببًا إذا ما تأزمت الأمور أكثر من ذلك في المرحلة المقبلة، فإصرار الشرعية على إفشال الاتفاق يحمل خطورة كبيرة فيما يخص الأوضاع الأمنية والسياسية، وما يستتبعه ذلك من خطورة تفشي الإرهاب الحوثي في ظل تمدّد المليشيات المدعومة من إيران على الأرض مستفيدة من الانسحابات المتتالية لمليشيا الشرعية الإخوانية.
رسالة سلام أخرى عبّر عنها الرئيس الزُبيدي، عندما أكّد موقف المجلس الداعم لجهود المبعوث الأممي للوصول إلى عملية سلام شاملة تُنهي الحرب في اليمن، وأهمية صياغة عملية سلام شاملة يكون المجلس الانتقالي الجنوبي طرفًا رئيسيًّا فيها منذ البداية بصفته ممثلا للشعب في الجنوب.
كما جدد الرئيس القائد، التأكيد على موقف المجلس الداعم لحكومة المناصفة، وأهمية عودة وزراء الحكومة كافة، لممارسة مهامهم من العاصمة عدن، لما من شأنه تمكين الحكومة من القيام بواجباتها في تطبيع الوضع وتوفير الخدمات.
تأكيدات الرئيس الزُبيدي تحمل رسائل بالغة الدقة للمجتمع الدولي، فهي من جانب تؤكّد أن المجلس الانتقالي يتبع سياسة استراتيجية حكيمة تحافظ على الأطر السلمية في المقام الأول، من خلال رؤية شاملة وواضحة المعالم.
لكن في الوقت نفسه، فإنّ هذا الرؤية مشروطة بأن تراعي تطلعات الشعب الجنوبي ومساعيه نحو استعادة الدولة، وبالتالي فإنّه لن يكون مقبولًا إغفال هذا المطلب الشعبي الجارف بأي حال من الأحوال، باعتبار أنّ حلم الجنوبيين باستعادة الدولة هو المحرك الرئيسي لسياسة المجلس الانتقالي.
ولأنّ قضية الإرهاب تشكل الهاجس الأكبر للمجتمع الغربي في نظرته لمنطقة الشرق الأوسط، فقد حرص الرئيس الزُبيدي على إطلاع الدبلوماسيين الأوروبيين على دور المجلس الانتقالي وقواته الأمنية كشريك دولي في مكافحة الإرهاب وحماية ممرات الملاحة الدولية في خليج عدن، والبحر الأحمر.
نقل هذه الصورة تحمل أهمية بالغة فيما يتعلق بتوطيد أواصر القضية الجنوبية بشكل كامل، لا سيّما أنّ محاربة الإرهاب والتطرف أحد أهم الأهداف الاستراتيجية التي ترمي في نهاية المطاف إلى تحقيق الاستقرار في الجنوب.
في المجمل، يحمل هذا اللقاء أهمية استراتيجية كبيرة، لا سيّما أنّ الرئيس الزُبيدي قدّم صورة كاملة عن السياسات العامة التي تقوم عمل المجلس الانتقالي، وهي سياسات حازت على تقدير السفراء الأوروبيين.
صدر ذلك عن رئيسة البعثة التي عبّرت عن بالغ شكرها وامتنانها لرئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي على حسن الاستقبال والضيافة، مشيدة بموقف المجلس الداعم لجهود المبعوث الاممي الرامية لإحلال السلام وإنهاء الحرب وإعادة الاستقرار للمنطقة.
كما أشاد سفراء الاتحاد الأوروبي بموقف رئاسة المجلس الانتقالي الداعم لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، والمساند للحكومة للقيام بمهامها من العاصمة عدن.