الإتاوات.. سلاح الحوثي والشرعية لتكوين الثروات وإذلال السكان
لا تتوقف مليشيا الشرعية الإخوانية و"حليفتها" الحوثية، عن جرائم إذلال وإفقار السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة كل منهما، عملًا على تحقيق هدفين يتصدران أجندة هذين الفصيلين وهما تكوين الثروات وإخضاع السكان.
فرض الإتاوات هو أحد الجرائم التي يتوسع في ارتكابها الحوثيون والإخوان، وهو ما مكّن الاثنان من تحقيق ثروات ضخمة، في وقتٍ يعاني فيه السكان من أزمات معيشية مروعة.
حدث ذلك في محافظة شبوة، وتحديدًا في مديرية بيحان التي يسطر عليها الحوثيون بعد انسحاب المليشيات الإخوانية الإرهابية، إذ فرضت المليشيات المدعومة من إيران إتاوات على المواطنين هناك.
وفي التفاصيل، فرضت المليشيات المدعومة من إيران، 120 ريالًا كإتاوة على قاطرات نقل أسطوانات الغاز المنزلي المتجهة إلى بيحان، ما رفع سعر الأسطوانة إلى 10 آلاف ريال.
وطلبت عناصر الميلشيات الحوثية من سائقي القلابات دفع خمسة آلاف ريال للسماح بدخولها إلى بيحان بغض النظر عن حمولتها.
إذا كانت الشرعية الإخوانية مسؤولة عن تفاقم الجرائم الحوثية المتفاقمة في شبوة، فإنّ مليشيا حزب الإصلاح ترتكب هي الأخرى نفس الجريمة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
حدث ذلك في محافظة تعز، قبل ساعات، إذ منعت مليشيا الشرعية الإخوانية، دخول القاطرت المحملة بالبضائع إلى محافظة تعز، إلى حين تركيب ميزان تجاري، تمهيدًا لفرض جبايات على واردات المحافظة.
وفي التفاصيل، رفض مسلحو اللواء الرابع مشاة جبلي التابع لمليشيا الإخوانية، بقيادة الإخواني المدعو أبوبكر الجبولي، عبور مئات المقطورات والشاحنات المحملة بالدواء والغاز والمواد الغذائية من مدخل تعز الجنوبي.
وهذا اللواء الإخواني توظفه الشرعية في فرض الإتاوات على السكان بشكل واسع النطاق، وكثيرًا ما يُقدِم مسلحو هذا اللواء على احتجاز المقطورات وعدم السماح بمرورها قبل دفع الإتاوات.
وعناصر هذا اللواء ينسبها حزب الإصلاح إلى الأجهزة الأمنية الرسمية، إلى أنّ هذه الأموال التي يتم نهبها تُخصّص للقيادات الإخوانية الذين كونوا ثروات طائلة استغلالهم لسطوتهم على معسكر الشرعية وألويتها العسكرية.
وكان الجبولي قد فرض قبل أيام مبلغ عشرة ريالات على كل لتر غاز يدخل إلى تعز، علمًا بأنّ هذه الجبايات التي يتم فرضها القوة، تتذرع السلطة الإخوانية بأنّها مخصصة للمجهود الحربي، لكنّ محافظة تعز تشهد حالة من الموت السريري في القتال بين الحوثيين والشرعية، شأنها شأن غيرها من الجبهات.
نموذجا شبوة وتعز هو تعبير حي عن إقدام الشرعية الإخوانية والمليشيات الحوثية على التربح من الحرب، عبر استغلل سلطة القهر والبطش باعتبار أن كلًا منهما يملك قوة تسليحية ساحقة تمكنه من البطش بالسكان.