تأييد الانتقالي لتوحيد الجهود في محاربة الحوثيين يقوّي الجنوب سياسيًّا وأمنيًّا
تأكيد جديد عبّر به المجلس الانتقالي الجنوبي، عن حرصه على حسم الحرب على المليشيات الحوثية، باعتبارها الأولوية التي تضمن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
المجلس الانتقالي ينخرط منذ عدة سنوات في خضم المشروع القومي العربي الذي يكافح المليشيات الحوثية، وقد بذل الجنوب أعظم الجهود وقدّم أكبر التضحيات إلى جانب التحالف العربي في إطار محاربة المليشيات الحوثية.
ويجمع مراقبون على أنّ الفضل يعود للقوات المسلحة الجنوبية في كل المناطق التي تحررت من قبضة المليشيات الحوثية، ما قدّم دليلًا عن ضخامة القوة العسكرية التي يملكها الجنوب.
على النقيض تمامًا، عزفت الشرعية الإخوانية عن محاربة المليشيات الحوثية، وانخرطت في إطار عمليات تسليم وتسلم مع المليشيات المدعومة من إيران، وهو ما مكّنها من البقاء حتى الآن، بل وعادت تسيطر على مناطق كانت قد تطهرت منها بفضل جهود القوات المسلحة الجنوبية.
وفيما تحمل الحرب على المليشيات الحوثية أهمية قصوى على الصعيدين الإقليمي والدولي بما يحفظ الأمن والاستقرار، فقد أبدى المجلس الانتقالي ترحيبه بأي جهود لتوحيد الصف لمواجهة المليشيات الحوثية.
قال علي عبدالله الكثيري عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي والمتحدث باسم المجلس: "نرحب في المجلس الانتقالي الجنوبي بأي جهود لتوحيد الصف لمواجهة المليشيات الحوثية على امتداد خطوط التماس في الجنوب واليمن".
وأضاف المتحدث: "نبدي استعدادنا للشراكة مع المقاومة الوطنية ودعمها للتحرر من تلك المليشيات، وكسر بغيها وإبعاد خطرها عن بلادنا والمنطقة، مع تأكيدنا على تمسكنا بأهدافنا الوطنية الجنوبية".
الحرص على ضرورة توحيد الجهود في محاربة الحوثيين يأتي في توقيت مهم بالنظر إلى الأوضاع الميدانية، إذ باتت المليشيات المدعومة من إيران تسيطر على رقعات جغرافية عديدة، لا سيّما في شبوة ومأرب المحاذيتين، فنفوذ الحوثيين المترامي في هاتين الجبهتين يمنح المليشيات فرصة ذهبية للتوغل أكثر في الجنوب، مدعومًا بالانسحابات المتتالية لعناصر مليشيا الشرعية الإخوانية.
موقف الانتقالي في هذا الإطار يعبّر عن استراتيجية راسخة تسير بها القيادة الجنوبية، وتتضمن العمل على محورين متناغمين، أحدهما مجابهة المليشيات الحوثية واعتبار ذلك ضرورة ملحة لحماية الأمن القومي العربي.
محور الانخراط في مكافحة الإرهاب الحوثي لا ينفصل عن المحور الآخر المتمثّل في مسار القضية الجنوبية، إذ يعتبر تحقيق الأمن والقضاء على الإرهاب الذي أحيته الشرعية في الجنوب من جديد، خطوة رئيسية وجوهرية في توجه الجنوب وشعبه وقيادته نحو استعادة الدولة.
ويُجمع مراقبون على أنّه لا يمكن المضي قدمًا نحو تحقيق منجزات سياسية تقوِّي عضد القضية الجنوبية، قبل العمل على حسم الأمور الأمنية والتي زادها الخطر بشكل كبير في الآونة الأخيرة، بعدما أقدمت الشرعية الإخوانية على تسليم المواقع والجبهات للمليشيات المدعومة من إيران, وتحديدًا في محافظة شبوة (مديريات بيحان والعين وعسيلان).
وترسخت قناعة لدى المجلس الانتقالي، وهي قناعة معزّزة بالواقع الراهن وتطورات الأوضاع القائمة على الأرض، بأنّ استقرار الجنوب سياسيًا ومعيشيًّا لن يتحقق من دون الانخراط نحو تحقيق المزيد من الاستقرار الأمني.
من هذا المنطلق، يولي المجلس الانتقالي اهتمامًا كبيرًا ويؤيد بشكل كامل الانخراط في الجهود التي تضمن توحيد الجهود في محاربة المليشيات الحوثية، مدعومًا بثقة كبيرة من كل الأطراف في إمكانيات قواته المسلحة في هذه الحرب الضروس.
ولا يخلو أي لقاء دبلوماسي تعقده القيادة الجنوبية مع مسؤولين أو دبلوماسيين إقليميين أو دوليين، من الإشادة بحجم الجهود التي تبذلها القوات المسلحة الجنوبية في محاربة الإرهاب، تلك الظاهرة التي تشكل الهاجس الأكبر والأخطر للمجتمع الدولي.
جهود الجنوب في محاربة الإرهاب وهي تحظى بهذا التقدير الكبير، تنعكس سريعًا على الواقع السياسي، لا سيّما أنّ المجلس الانتقالي حظي بإقرار إقليمي ودولي بأنّه الممثل الشرعي والوحيد للجنوب وقضيته، كما أنّ ضمن مكانًا على طاولة أي مفاوضات مستقبلية ترمي إلى التوصّل لحل سياسي شامل، ستُدرج فيه مطالب الجنوبيين باستعادة دولتهم.