عدن تتعثر في إرهاب الشرعية
رأي المشهد العربي
كلما حقق المجلس الانتقالي الجنوبي انتصارا جديدا ضد القوى اليمنية المحتلة يأتي الرد من خلال تنفيذ أعمال إرهابية غادرة تكشف حجم الفشل الذي تعانيه الشرعية الإخوانية والمليشيات الحوثية الإرهابية في الجنوب، وهو ما يضع التفجير الذي وقع في محيط البوابة الخارجية لمطار عدن الدولي يأتي في إطار الرد على ثقة المجتمع الدولي والعديد من دول الاتحاد الأوروبي في الانتقالي والتعويل عليه لكسر شوكة قوى الإرهاب.
جاء الحادث الإرهابي الذي أسفر عن سقوط خمسة شهداء وإصابة 25 آخرين بمدنية خورمكسر، بعد أيام بسيطة من انتهاء زيارة وفد السفراء الأوروبيين إلى العاصمة عدن والذين ناقشوا مع الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي سبل الوصول إلى تسوية شاملة، وشكلت الزيارة انتصارا جديدا للجنوب على قوى الشر الإرهابية التي تحاول تصعيد جرائمها الإرهابية في بقاع جنوبية عديدة لإثناء الانتقالي عن القيام بأدواره.
الأمر ذاته تكرر في أعقاب انتهاء زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن هانز جروندبرج، إلى العاصمة عدن مطلع الشهر الحالي والتي أعقبها محاولة اغتيال فاشلة لمحافظ عدن أحمد حامد لملس ووزير الزراعة سالم السقطري باستخدام نفس الأسلوب أيضا عبر توظيف السيارات المفخخة التي تضمن عدم ظهور الشخص المتورط في الحادث، وهو ما يؤكد بأن تلك العمليات الإرهابية تحاول إجهاض الأدوار الفاعلة التي يقوم بها المجلس الانتقالي سياسيًا وعسكريًا في مواجهة الأطراف الساعية لإطالة أمد الصراع.
هناك جملة من العوامل المشتركة بين الحوادث الإرهابية الأخيرة، إذ أنه لا يجري الإعلان عن الطرف المتورط في الحادث وهو ما يعني أنها عمليات تتم بالتنسيق المباشر بين الشرعية الإخوانية والمليشيات الحوثية الإرهابية بعد أن كانت الشرعية تعلب دور المرشد وتترك التنفيذ للعناصر المدعومة من إيران.
وكذلك فإن تلك الحوادث تركز بالأساس على العاصمة عدن والتي عاد إليها رئيس الحكومة وعدد من وزراء حكومة المناصفة قبل شهر ونصف تقريبًا، وبالتالي فإنه يبدو أن الهدف أيضا هو إفشال اتفاق الرياض ومحاولة تصوير الأوضاع في العاصمة على أنها غير مستقرة لإيجاد مبررات واهية لسحب الوزراء وعرقلة عمل الحكومة التي لم تعد بكامل قوتها بعد وتسعى الشرعية الإخوانية والمليشيات الحوثية الإرهابية لإفشالها بكافة السبل.
إضافة إلى أن تلك العمليات تكون في المناطق التي فيها السيطرة الأمنية تحت قبضة الأجهزة الأمنية الجنوبية، ويبقى الهدف الأساسي هو استهداف أبناء الجنوب البواسل الذي حققوا نجاحات عسكرية وأمنية كبيرة في مواجهة قوى الاحتلال اليمني والتي أدركت حجم الخطر الذي تواجهه بعد أن فشلت كثير من مخططات بث الفوضى في محافظات الجنوب، بل على النقيض فإن المجتمع الدولي أضحى أكثر تمسكا بوجود الجنوب في أي حل سياسي مستقبلا، ارتكانا على القوة التي يمتلكها على الأرض.
يمكن القول بأن الانتقالي أضحى شوكة في حلق قوى اليمن المحتلة وكذلك القوى الإقليمية المعادية التي تدعمها، لأنه فضح التحالف بين الحوثي والشرعية وصمد في مواجهة تزايد وتيرة التنسيق بين كافة العناصر والمليشيات الإرهابية وقدم النموذج الأبرز على مستوى التعامل مع المشكلات الداخلية التي تجابه الجنوب في ظل حروب الخدمات التي تشنها الشرعية الإخوانية، ويقف حائلا أمام تمدد المليشيات الحوثية الإرهابية في الجنوب.