الشرعية تمهد طريق الحوثي في شبوة بنقل عناصرها إلى أبين
أقدمت الشرعية الإخوانية على اتخاذ جملة من التحركات العسكرية المشبوهة التي استهدفت إفساح الطريق أمام المليشيات الحوثية لنشر عناصرها على نطاق أوسع في محافظة شبوة، وهو ما ظهر واضحًا في تحريك مليشياتها المسلحة باتجاه مدينة شقرة بمحافظة أبين، في الوقت الذي حاولت فيه لفت الأنظار عن عمليات تسليم وتسلم الجبهات بتنفيذ حادث إرهابي غاشم في العاصمة عدن.
على مدار الأيام الماضية هدفت الشرعية لإيجاد حلول لمشكلة تكدس مليشياتها الإرهابية في محافظة شبوة بعد أن حولت المحافظة إلى مركز لتدريب الإرهابيين وعمدت من خلال التمويل الخارجي الذي جاء إليها من رجال أعمال محسوبين عليها ومقيمين في تركيا إلى جانب الدعم الذي قدمه جنرال الإرهاب على محسن الأحمر، على أن تحول المحافظة إلى مكان تستطيع من خلاله تفريخ المزيد من عناصرها الإرهابية في الجنوب.
تخشى الشرعية الإخوانية من فشل مواثيق التنسيق بينها وبين المليشيات الحوثية الإرهابية بعد أن توافقت معها على دعم خططها لإطالة أمد الصراع، وبالتالي فإنها حينما قامت بتسليم عدد من مديريات المحافظات ذهبت أولا لتفريغها من العناصر الإرهابية التي كانت موجودة فيها، والآن يبدو أنها لديها رغبة في الاتجاه إلى أبين لاستكمال مخططات تسليم الجبهات التي قد تصل إلى حد تسليم المحافظة بأكملها لتكون تحت قبضة العناصر المدعومة من إيران.
بدأت مليشيا الشرعية الإخوانية، أمس السبت هجومها على معسكر العلم، بمديرية جردان في محافظة شبوة، في محاولة حيث تتمركز قوات النخبة الشبوانية، وأطلقت مدفعية المليشيا الإخوانية، قذائفها تجاه المعسكر، في هجوم عنيف، ينذر بتصعيد جديد لخدمة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران المتمركزة في بيحان.
وشهدت 3 مديريات في المحافظة، تحركات عسكرية متزامنة كاشفة لحجم التنسيق الإخواني الحوثي الميداني، حيث بدأت بانسحاب الإخوان من جبهة الصفراء في عسيلان، تبعها وصول تعزيزات حوثية إلى بيحان، وأخيرا الهجوم الاستفزازي على معسكر العلم في جردان.
ويرى مراقبون أن بدء مليشيا الإخوان الإجرامية معركة غير ضرورية للاستيلاء على معسكر العلم، محاولة لصرف الأنظار عن تسلل حوثي وشيك إلى بقية أنحاء شبوة.
تواصل مليشيات الشرعية الإخوانية، حشد مسلحيها في منطقة شقرة الساحلية بمحافظة أبين، في مؤشر جديد على التصعيد، ونشر مسلحو المليشيا الإخوانية، بحسب شهود عيان، دفاعات عسكرية في منطقة سلا وقرن الكلاسي، مع نشاط ملحوظ لتحركات آلياتها في شوارع منطقة شقرة.
وتتزامن التحركات المريبة لمليشيات الشرعية الإخوانية في شقرة، مع تناغم عسكري مفضوح في شبوة بين السلطة الإخوانية ومليشيا الحوثي.
وتنذر التعزيزات العسكرية بتصعيد محتمل في أبين، مع نسف الشرعية الإخوانية لالتزاماتها بموجب اتفاق الرياض في شبوة وتسريع مخططها لإسقاط شبوة بيد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وتخلت الشرعية الإخوانية عن مبرر وجودها الذي تسوقه أمام المجتمع الدولي بزعم محاربة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بعد تسليمها علنًا مواقع استراتيجية في شبوة، وانتقالها إلى أبين لفتح جبهة جديدة ضد الجنوب.
يذهب العديد من المتابعين للتأكيد أن الشرعية تستهدف توظيف المرتزقة الذين استقطبتهم من التنظيمات الإرهابية لعداء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الجنوبية، وأن مهمة هؤلاء انتهت الآن في شبوة بعد أن رسخت المليشيات الحوثية أقدامها في المحافظة، والآن أضحى لديها أهداف أخرى في مناطق جديدة على رأسها أبين التي قامت باستهدافها طيلة العامين الماضيين وتلقت فيها خسائر فادحة على يد القوات المسلحة الجنوبية.
ويعد اتجاه الشرعية نحو أبين بمثابة رسالة جديدة على رفضها الالتزام ببنود اتفاق الرياض الذي ينص الشق العسكري منه على سحب عناصرها من المحافظة، بل أنها تستهدف وضع مزيد من العراقيل أمام التحالف العربي الذي يحاول جاهدا إرغامها على تنفيذه.
وكانت مليشيا الشرعية الإخوانية، قد نشرت يوم الخميس الماضي، تعزيزات عسكرية في منطقة شقرة الساحلية بمحافظة أبين، في تحرك عدائي جديد ضد الجنوب، ورصد مواطنون وصول أطقم عسكرية وعناصر المليشيا الإخوانية، إلى منطقة قرن الكلاسي وتمركزت فيها.