الحوثي يحارب الهوية الجنوبية بـ الطائفية الإيرانية
يتعرض الجنوب وتحديدًا محافظة شبوة حاليًّا لخطر احتلالها طائفيًّا وعقائديًّا من قِبل المليشيات الحوثية الإرهابية، التي لا تتوقف عن تنفيذ أجندة إيرانية متطرفة تعتمد بشكل مباشر على هذه السياسات المشبوهة.
تفاقم هذا الخطر بشكل كبير، بعدما سيطرت المليشيات الحوثية على مناطق شاسعة من شبوة، مثل بيحان وعسيلان والعين، بعد انسحاب عناصر المليشيات الإخوانية الإرهابية، ضمن عمليات تسليم وتسلم بين الجانبين.
في كل منطقة تسيطر عليها، تباشر المليشيات الحوثية الإرهابية العمل على إحلال صبغة طائفية في محاولة لنسف النسيج المجتمعي، عبر فرض هويتها التي تتبع الأجندة الإيرانية الخبيثة.
إيران تدعم تنظيمات شيعية تقوم على تحقيق مصالح سياسية وأيضًا عقائدية، ولعل هذه السياسات التي تتبعها طهران منذ عدة عقود قد أثارت غضبًا عارمًا في المنطقة بل وعلى مستوى العالم أجمع.
وركزت إيران منذ عام 2003 على وجه التحديد، على دعم الجماعات الشيعية المسلحة وقد نجح حتى الآن، هؤلاء الوكلاء الإيرانيون على تمديد نفوذهم ومن ثم العمل كـ"دمى" في قبضة النظام الإيراني، وقد حدث ذلك في لبنان والعراق وسوريا واليمن.
تسعى إيران، من خلال بناء قواعد عسكرية وتنظيمية على هذا النحو، إلى إقامة هلال شيعي ضخم يمتد من أراضيها إلى العراق واليمن وسوريا ولبنان.
إيران من خلال هذه السياسات، تستهدف تحقيق مصالحها الاستراتيجية والتوسعية اعتمادًا على ورقة الطائفية، وهو مسار تم انتهاجه خارجيًّا منذ ثورة 1979، وتضاعف إيران وتكثف من دعمها لهذه الحركات في كل فترة تشعر أن وكلائها في خطر شديد.
ويرى محللون، أن دعم إيران للجماعات الشيعية مثل حزب الله في لبنان ومليشيا الحوثي في اليمن والميليشيات الطائفية في العراق هو دليل على استمرار الأجندة الطائفية لديها.
في الحالة الحوثية، تعتبر المليشيات أحد أبرز التنظيمات الموالية لإيران والحاصلة على دعم منها، وهذا الدعم يتمثّل في مساعدات عسكرية ومالية، توظَّف جميعها في خدمة الأجندة الإيرانية، فيما يخص ضرب أمن واستقرار المنطقة ومن ثم تحقيق أهداف تمددية.
وفيما تستعر المواجهة حاليًّا في الجنوب، من جرّاء التمدّد الحوثي المدعوم إخوانيًّا على الأرض، فإنّ الأبعاد الطائفية للحرب هي أكثر ما يخشى على الجنوب منه، وقد دقّ الممارسات الحوثية في هذا الإطار، جرس إنذار بالغ الخطورة، بأنّ المليشيات تهيئ المجال نحو حرب طائفية يطول أمدها وتتفاقم آثارها.
حدث ذلك مثلًا عندما أقدمت المليشيات الحوثية قبل ساعات، على إيقاف البث الإذاعي للقرآن الكريم في مديرية العلياء بيحان بمحافظة شبوة.
في التفاصيل، اقتحم مسلحو المليشيات الحوثية الإرهابية مسجد السنة، في منطقة الخالدية، حيث مقر إذاعة القرآن الكريم، وأجبرت القائمين عليها على إنهاء البث والإغلاق تحت التهديد.
وبحسب مصادر مطلعة، فإنّ الخطوة الحوثية تمهِّد للسيطرة على مقر الإذاعة ومصادرة أجهزتها وتحويلها إلى بث برامجها وأنشطتها وخطاباتها.
تحرُّك الحوثيين على هذا النحو يعبِّر عن محاولة واضحة وصريحة من قِبل الميلشيات بأنّها تستهدف وبشكل واضح ضرب الجنوب طائفيًّا، وذلك من خلال نشر أفكارها وسمومها التي تغذِّي إيران لدى المليشيات، تمامًا كما يحدث مع الفصائل التنظيمية الأخرى التي تعمل بالوكالة عن طهران.
تفاقم هذا الخطر راجع بالأساس إلى حجم الكلفة التي تكبّدها السكان في مناطق الشمال التي احتلتها الطائفية الحوثية بعد تخاذل كبير من قِبل الشرعية الإخوانية، وبالتالي يواجه الجنوب خطرًا ربما يفوق خطر حرب النار والرصاص إذا ما تمكن الحوثيين من التمدّد أكثر في الجنوب، في ظل الخيانات التي تمارسها الشرعية الإخوانية والتي توجه بوصلة حربها ضد الجنوب.