أزمات الجنوب المعيشية قنبلة موقوتة في وجه الشرعية
تعمل الشرعية بشكل مستمر على تصدير الأزمات الجنوبية لتحقيق مصالحها في الجنوب ومحاولة تشتيت جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في اتجاهات عديدة، دون أن تدرك بأن تلك الأزمات قابلة لأن تنفجر في وجهها بأي لحظة نتيجة الغضب الجنوبي الذي يأخذ في التصاعد بين الحين والآخر وتظهر معالمه واضحة في تزايد وتيرة الاحتجاجات والاعتصامات في محافظات عديدة خلال الفترة الماضية.
تسببت الشرعية في أزمات وقود ومشتقات نفطية وعملة محلية وارتفاع أسعار وسيولة أمنية في بعض المناطق وتردي في غالبية الخدمات المقدمة للمواطنين في المحافظات الجنوبية، لكنها تصطدم بصمود جنوبي من جانب المواطنين الذين أثبتوا أنهم على وعي بطبيعة الطرف الذي يدخل في عداءات مباشرة معهم وصبوا غضبهم على سلطة الإخوان في عدد من المحافظات، وهو أمر سيكون قابل للتطور خلال الفترة المقبلة.
قد تنجح الشرعية في مخططها الساعي لمعاقبة أبناء الجنوب لكنها لن تثنيهم عن مواجهتها والصمود في وجه جرائمها، وهو ما يجعل الاعتصامات في شبوة تستمر للأسبوع الثاني في مناطق متفرقة اعتراضًا على تسليم المديريات للمليشيات الحوثية وكذلك رفضًا لحالة الفوضى الخدمية والمعيشية التي تعانيها المحافظة، في حين أن السلطة المحلية في غالبية المرات تفشل في مواجهة الغضب الشعبي.
ما يجعل هناك قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في وجه الشرعية تتمثل في أن تراكم الأزمات لن يؤدي إلى انغماس أبناء الجنوب في مشكلاتهم لكنه سيقود لا محالة إلى حالة انفجار شعبي لن تستطيع التعامل معه وسيقتلعها من جذورها حتى وإن استعانت بالتنظيمات الإرهابية والمليشيات الحوثية، إذ أن المليشيات المسلحة ليس لديها حاضنة من الممكن أن تحميها في الجنوب كما أنها ستكون في مواجهة قوات مسلحة جنوبية جاهزة ومستعدة ومواطنين ليس لديهم أمل في الحياة سوى إنهاء الاحتلال الشمالي واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.
هدد عمال النظافة في محافظة شبوة، بالإضراب عن العمل جراء توقف السلطة الإخوانية عن صرف مرتباتهم للشهر الثاني على التوالي، إذ تتذرع السلطة بقيادة المحافظ الإخواني المدعو محمد بن عديو، طبقًا لتصريحات لـ "المشهد العربي"، بانعدام السيولة، للامتناع عن سداد مستحقاتهم.
واستنكروا سطو المنظومة الإخوانية المهيمنة على شبوة، على المرتبات الضئيلة التي يتقاضوها على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، موضحين أن راتب العامل لا يتجاوز 45 ألف ريال.
يذكر أن السلطة الإخوانية في شبوة، توقفت عن صرف رواتب المتعاقدين، وأوقفت صرف مخصصات مالية للقطاعات الخدمية في المحافظة، وسط توقعات باستعدادها للهروب بعد تسليمها لمليشيا الحوثي الإرهابية.
ندد مغردون جنوبيون عبر هاشتاج تخادم الإصلاح الحوثي شبوة بخيانات الشرعية الإخوانية وسلطتها المتواطئة مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في شبوة، متعهدين بالثأر من الطرفين المتحالفين.
واستهجنوا الصمت الدولي على مؤامرة الإخوان والحوثي لتقطيع أوصال المحافظة المحررة، مؤكدين أن أرض الجنوب لأهلها دون تفريط في شبر واحد منها.
واستعرض العديد من المغردين سلسلة خيانات الشرعية الإخوانية ومليشياتها في شبوة، خلال الأيام الماضية، بتسليم بيحان بمديرياتها الثلاث إلى الحوثيين الإرهابيين والهجوم على أهالي عسيلان، والاعتداء على المتظاهرين السلميين، وأخيرا تطويق معسكر العلم في مديرية جردان واقتحامه وسرقته.
وطالبوا بمحاكمة قيادات الشرعية الإخوانية والسلطة المحلية على رأسهم الجنرال الإرهابي علي محسن الأحمر، والمحافظ الإخواني الخائن محمد بن عديو، لدورهما في استهداف محافظة شبوة وعموم الجنوب والتنكيل بالبسطاء والأبرياء.
ومن جانبه شدد الكاتب الصحفي أسامة بن فائض على عدم التفريط في شبر من الجنوب، مؤكدا أن تحرير الأرض قضية حياة أو موت، محذرا من المساس بحقوق الجنوبيين التاريخية، وكتب في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر تويتر، اليوم: "لا عشنا إن فرطنا بشبر من أراضينا الجنوبية الطاهرة، فتحرير كل أراضي الجنوب مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا".
وأكد أن: "كل من يمس أرضنا سنرد له الصاع صاعين طال الزمان أو قصر"، مختتما بهاشتاج: "تخادم الإصلاح الحوثي شبوة".