وقف صرف مرتبات الجنوبيين.. أموال أخفتها الشرعية قسرًا
لا تقتصر جرائم الإخفاء القسري التي ترتكبها مليشيا الشرعية الإخوانية ضد الجنوب على البشر، لكنّ أحد أكبر ضحاياها هي المرتبات المتوقف صرفها، والمدرجة في حكم المخفاة قسريًّا.
منذ فترة طويلة، توقف الشرعية صرف المرتبات، وهي جريمة لا تقل فداحة ولا بشاعة عما ترتكبه هذه المليشيات الإخوانية ضد الجنوب، باعتبارها سببًا رئيسيًّا في تأزيم الوضع المعيشي لدى المواطنين بشكل متعمد.
أغلب الأشهر تمر دون أن يتقاضى المواطنون الجنوبيون رواتبهم، بعدما أوقفتها الشرعية دون أي مبرر، وهو ما تسبّب في شل قدراتهم الشرائية، كما تضاعفت الأزمة في ظل الارتفاع الهائل ارتفاع مستمر ومهول للمواد الغذائية والاستهلاكية والمشتقات النفطية.
تؤزم الوضع المعيشي في الجنوب فاقمه بشكل كبير انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وقد وصل الأمر إلى فقدانها 80% من قيمتها.
دفعت هذه الأعباء المصنوعة بشكل متعمّد، الكثير من الجنوبيين لمغادرة أعمالهم واضطروا للبحث عن سبل أخرى لتوفير احتياجاتهم، علمًا بأنّهم يواجهون صعوبات في تدبير هذه الاحتياجات أيضًا بالنظر إلى الصعوبات المعيشية التي ضربت كل قطاعات الحياة في الجنوب.
شبوة واحدة من محافظات الجنوب التي تشهد ترديًّا معيشيًّا مرعبًا نخر في عظامها، وهو أمر مصنوع عمدًا من السلطة التي يقودها المدعو محمد صالح بن عديو، والذي أوقف صرف المرتبات لتأزيم الوضع المعيشي للمواطنين.
تروج الشرعية أيضًا أنّها تنفّذ مشروعات خدمية وتزعم تخصيص مبالغ مالية لها، لكنّ هذا الأمر لا يحدث، إذ لا تنفّذ هذه المشروعات بشكل فعلي، فيما تكتفي السلطة الإخوانية بالتقاط صور في هذه المواقع في محاولة لإبلاغ الرأي العام بأنّها تنفّذ هذه المشروعات.
ودائمًا ما تتذرع السلطة الإخوانية بانعدام السيولة، وقد أُشهر هذا المبرر في وجه عمال النظافة الذين هدّدوا بالإضراب عن العمل جرّاء توقف السلطة الإخوانية عن صرف مرتباتهم للشهر الثاني على التوالي.
واستنكر العمال، سطو المنظومة الإخوانية المهيمنة على شبوة، على المرتبات الضئيلة التي يتقاضوها على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، موضحين أن راتب العامل لا يتجاوز 45 ألف ريال.
وقف صرف المرتبات لا يستهدف المواطنين الجنوبيين وحسب، لكنّ العسكريين طالتهم أيضًا هذه الكلفة الغادرة، في مسعى إخواني رمى إلى عرقلة جهود العسكريين في مكافحة الإرهاب، علمًا بأنّ الشرعية تخطّط لإغراق الجنوب بالإرهاب على صعيد واسع.
وشهد الجنوب خلال الفترات الماضية الكثير من الاحتجاجات الغاضبة التي عبّر فيها المواطنون عن غضبهم من تؤزم الوضع المعيشي، وحمّلوا الشرعية الإخوانية مسؤولية كاملة عن هذه الأوضاع، بسبب سياساتها العدائية ضد الجنوب، بما في ذلك عرقلتها لمسار اتفاق الرياض.