الشرعية وسنوات التآمر السبع على التحالف
رأي المشهد العربي
قبل سبع سنوات، ظهرت الشرعية الإخوانية بمشهد المظلوم المجني عليه، حاولت استقطاب دعم، حازته بالفعل من التحالف العربي، سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا، لكن رد الدين كان بالتآمر والخذلان.
سبع سنوات والتحالف العربي يكافح من أجل صد الإرهاب الحوثي المدعوم إيرانيًّا، كانت هذه الحرب المعلنة التي يعرفها الجميع، لكن حربًا أخرى فُرضت على التحالف العربي وهي لملمة آثار خيانات الشرعية، فالأخيرة أقدمت على اتخاذ الكثير من الإجراءات والتحركات التي لم تكن إلا مجرد خطوات لدعم المشروع الحوثي، وهو ما أطال أمد الحرب.
على الرغم من الدعم الكبير الذي قدّمه التحالف العربي للشرعية، لكنّها اختارت مسارًا إرهابيًّا استند إلى محورين اثنين، أحدهما إدعاء المظلومية من أجل استقطاب الدعم إلى جانب تسليم المواقع والجبهات للمليشيات الحوثية الإرهابية.
لم تعترف الشرعية الإخوانية بالجهود والتضحيات التي قدّمها التحالف العربي على مدار سنوات الحرب، لكنّها مارست ما وصف بـ"العمل الخسيس" عندما أقدمت على تشويه التحالف وتحديدًا دولة الإمارات العربية المتحدة في تناسٍ متعمد وتشويه مقصود للجهود الإماراتية في مكافحة الإرهاب وصد التنظيمات المتطرفة، بما في ذلك المليشيات الحوثية.
الشرعية تحاول التغطية على خياناتها الميدانية سواء في شبوة أو في مأرب، وهو ما نتج عنه من تمكين للمليشيات الحوثية من التمدد على الأرض، ولجأ الإخوان إلى الهجوم على التحالف العربي بعبارات فجة، سعت إلى تحميله مسؤولية التمدد الحوثي، في مشهد يندرج في إطار كوميديا الحرب السوداء.
وعلى الرغم من أنّ التحالف العربي حمل الشرعية على ظهره لإنقاذها من التمدّد الحوثي، لكنّ المعسكر المخترق إخوانيًّا لم يشغل بالًا بمواجهة الحوثيين، بل ساهم بشكل مباشر في تمدّد المليشيات على الأرض، في محاولة لإطالة أمد الحرب وما يتزامن معها من أوضاع عبثية تخدم الأجندة الإخوانية.
من أهم هذه الأوضاع هي إحكام الشرعية الإخوانية سيطرتها على مفاصل المؤسسات والقطاعات الإدارية، ومن ثم العمل على نهب الأموال وتكوين الثروات عبر الكثير من جرائم الفساد، وهو ما ساهم في تعقيد الأوضاع الإنسانية بشكل كبير.
كل هذا يشير إلى أنّه لا يمكن انتظار تغير جوهري في ممارسات الشرعية، وأنّه طالما أنّ هذا النظام قيد الاختراق الإخواني سيتواصل العبث المتمثل في خيانة التحالف والتحريض على الجنوب وخدمة الحوثيين، وفي ذلك خطرٌ، الكل يعلم أنه كبير.