مساع أمريكية لوضع حد للتصعيد الحوثي تصطدم بأجندة إيران التوسعية

الخميس 4 نوفمبر 2021 11:23:08
testus -US

دفعت التطورات المتسارعة في جبهة مأرب، الإدارة الأمريكية للتحرك دبلوماسيًّا في محاولة للسيطرة على الوضع هناك، ووقف حد للجنون الحوثي المتمثّل في هجمات هستيرية تشنها المليشيات المدعومة من إيران.

الحراك الدبلوماسي يتمثّل في عودة مبعوث الولايات المتحدة الخاص لليمن تيموثي ليندركينج، إلى الشرق الأوسط، لمواصلة المحادثات مع الشركاء الإقليميين والدوليين، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية.

مباحثات المبعوث الأمريكي ستتركز على ضرورة وقف مليشيا الحوثي المدعومة من إيران هجومها على مأرب، واستهدافها مناطق مدنية.

قبل هذه الجولة المرتقبة، ناقش ليندركينج مع مسؤولين أمريكيين إلى جانبه من وزارتي الخارجية والدفاع مع سفيري السعودية واليمن لدى اليمن تطورات الهجوم الحوثي على مأرب.

وقالت الخارجية الأمريكية عبر حسابها على موقع "تويتر"، إن ليندركينج أكّد خلال هذه المباحثات أنّ الهجوم الحوثي الوحشي على محافظة مأرب يعرقل جهود السلام في اليمن.

المباحثات ناقشت تداعيات الهجوم الحوثي على مأرب على جهود السلام والانعكاسات السلبية لحالة عدم الاستقرا الاقتصادي على الأزم الإنسانية.

وشدّد ليندركينج على ضرورة إيجاد حل دائم لواردات الوقود إلى موانئ الحديدة وانتظام الرحلات الجوية في مطار صنعاء.

المبعوث الأمريكي كان قد أكّد قبل أيام أيضًا، أنّ التصعيد الحوثي في مأرب ليس مجرد عقبة أمام السلام بل يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الذي بات بالفعل على حافة الهاوية.

كما أوضح أن الوضع الإنساني على حافة الهاوية، مشيراً إلى أن التصعيد الحوثي يفاقم معاناة السكان.

تصريحات المبعوث الأمريكي تعني أنّ دافع التحرك في هذا التوقيت هو تؤزم الأوضاع الإنسانية بشكل كبير من جرّاء ما ترتكبه المليشيات الحوثية من جرائم واعتداءات متواصلة تكبد المدنيين كلفة شديدة البشاعة.

لكن في الوقت نفسه، ومع كل هذه البشاعة الناجمة عن الاعتداءات الحوثية لا يبدو أن مهمة المبعوث الأمريكي ستكون سهلة، وهذا راجع إلى أكثر من عامل، أهمها هو الوضع الميداني فالمليشيات الحوثية تسيطر على مناطق شاسعة من مأرب، بعد استغلت سياسات التراخي التي اتبعتها مليشيا الشرعية الإخوانية، فيما يخص انحسابها المتواصل من الجبهات.

وتنفّذ المليشيات الحوثية أجندة إيرانية توسعية، وبالتالي يبقى هدفها هو التوسع الميداني على أكثر من نطاق وفي كل الجبهات الممكنة، باعتبار أن تماهي هذا النفوذ يخدم مصالح طهران في أن يكون لها الكثير من الأذرع في المنطقة، تستهدف تقويض الأمن والاستقرار.

صعوبة المهمة في هذا الإطار كان قد اعترف بها المبعوث الأمريكي نفسه، عندما قال قبل أيام أنّه لا يوجد أي دليل على أنّ إيران تريد إنهاء الحرب في اليمن، وأشار إلى أنّ دعم طهران للمليشيات وتسليحها مصدر قلق لواشنطن.

وأكّد أنّ التدريب والدعم الذي تقدمه إيران للحوثيين أمر سلبي برمته، ويساعد في تأجيج الصراع.

وقال ليندركينج إنّه لا يوجد حل عسكري للحرب في اليمن، مشددًا على أن التصعيد الحوثي في مأرب أكبر عقبة أمام تحقيق السلام، ويقف ضد رغبة المجتمع الدولي في التهدئة.

تصريحات المبعوث الأمريكي أظهرت على ما يبدو صعوبة المهمة التي يُقبل هو عليها في محاولة لوأد التصعيد الحوثي، لكن المجتمع الدولي لا يزال متمسكًا بمساعيه نحو محاولة إيجاد حل للأزمة، بينما يرى منتقدون أن الجهود المبذولة في هذا الإطار ليس بالجدية الكافية.

وفيما تتضمن جولة المبعوث الكثير من اللقاءات في الأيام المقبلة، فإنّ العنصر الأهم لن يتمثل في الدعوة لوقف التصعيد، بقدر ما يتمثل في الخيارات التي يجب أن يُوظّفها المجتمع الدولي في الضغط على المليشيات المدعومة من إيران لإجبارها على وقف الحرب ووضع حد لهذا التصعيد العسكري الآخذ في الإتساع.