زيارة المبعوث الأمريكي إلى عدن.. الانتقالي شريك أمن وحليف سلام
بعد أيام قليلة من زيارة مهمة أجرها سفراء أوروبيون إلى عدن، تستعد العاصمة لزيارة أخرى يجريها هذه المرة المبعوث الأمريكي لليمن تيموثي ليندركينج، الذي ستحط طائرته في العاصمة اليوم الخميس.
زيارة المبعوث الأمريكي المرتقبة تعقب بيان صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية، تضمّن الإعلان عن عودة مبعوث الولايات المتحدة الخاص لليمن تيموثي ليندركينج إلى الشرق الأوسط، لمواصلة المحادثات مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
زيارة المبعوث الأمريكي إلى العاصمة عدن تحمل أهمية بالغة، وتشكّل هاجسًا كبيرًا لدى الشرعية الإخوانية التي لطالما عملت على تهميش الجنوب وإبعاده عن أي مشاورات سياسية ترمي إلى التوصّل إلى حل سياسي شامل.
ويكثّف المجتمع الدولي من جهوده للتوصل إلى عملية سياسية تخمد لهيب الحرب القائمة منذ صيف 2014، لكن اللافت في الجهود الأخيرة أنها باتت تقدر قوة القضية الجنوبية وتشكلت قناعة لديها أنّ الجنوب طرف رئيسي لا يمكن تجاهله.
وتشكلت هذه القوة من خلال الاستراتيجية التي اتبعها الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي، فعلى الصعيد الأمني يعتبر الجنوب هو الطرف الأكثر قوة إطار مكافحة الإرهاب، ويُستدل على ذلك بحجم الانتصارات التي حقّقتها القوات المسلحة الجنوبية في التصدي للتنظيمات الإرهابية بما في ذلك المليشيات الحوثية.
سياسيًّا أيضًا، برهن المجلس الانتقالي على حنكته عبر إتباع استراتيجية سلمية، عملت طوال الفترة الماضية على تغليب أطر الحل السياسي وإفساح المجال نحو تحقيق السلم والاستقرار دون أي صدامات إلا إذا فرضت على الجنوب دفاعًا عن أمنه واستقراره.
وعلى وجه التحديد، حازت طريقة تعامل المجلس الانتقالي مع اتفاق الرياض، على تقدير من المجتمع الدولي، لا سيّما أنّ القيادة الجنوبية عملت على إنجاح الاتفاق وأتاحت سبلًا كثيرة أمام تحقيق ذلك، على الرغم من تعدّد الخروقات التي ترتكبها الشرعية حتى الآن على مختلف الأصعدة، سواء سياسيًّا وعلى وجه الخصوص عسكريًّا.
أظهرت السياسات والاستراتيجيات التي حكمت عمل الجنوب طوال الفترة الماضية، أنّه بالفعل شريك أمن وشريك سلام للمجتمع الدولي، وهو ما جعل الجميع يتهافت على العاصمة عدن، طلبًا للتنسيق والاعتماد على المجلس الانتقالي في غرس بذور السلام في الفترة المقبلة.
إلى جانب هذا وذاك، فإنّ الحاضنة الشعبية الجارفة التي يملكها المجلس الانتقالي وحجم التكاتف ورائه من قِبل المواطنين الجنوبيين جعلته يظهر أمام المجتمع الدولي بهيئة قيادة ترفع لواء قضية عادلة وتنطق باسم شعب واع يتحرك وليس فقط يتطلع للعمل على استعادة دولة الجنوب وفك الارتباط.
هذا الثالوث من الانتصارات الجنوبية المهمة فرضت نفسها جزءًا رئيسًا من أي عملية سياسية مقبلة، فقاسمها المشترك هو أنّ الجنوب طرف فاعل وجزء أصيل لا يمكن الاستغناء عنه سواء من أجل حفظ الأمن أو تحقيق السلام.