بعد الخيانة والتآمر.. اعتقالات إخوانية في شبوة تستهدف إخضاع الجنوبيين
تتبع الشرعية الإخوانية سياسة قمعية ضد الجنوبيين، إذ لا تقتصر على الخيانات العسكرية المتواصلة التي تفتح الباب أمام نفوذ الحوثيين لكنّها تعمل على تعذيب الجنوبيين في محاولة لإخضاعهم وتركيعهم.
عناصر مليشيا الشرعية الإخوانية في محافظة شبوة كثّفت في الفترة الماضية من جرائم المعادية للإنسانية، وقد زادت حدة هذه الجرائم منذ تصاعد حدة الغضب الشعبية ضدها، على إثر إقدامها على التخادم مع المليشيات الحوثية الإرهابية، والتي تُرجمت في اعتصامات واسعة.
تحاول المليشيات الإخوانية، الاستئساد على الجنوبيين لترسيخ فكرة لديهم قوامها أنها قادرة على إخضاعهم وإذلالهم، ومن ثم إسكاتهم عن الاعتراض على سياساتها التآمرية والعدائية، وهو ما يفسِّر "جنونية" الإرهاب الإخواني ضد الجنوبيين.
هذه القوة الإخوانية المصطنعة تبرهن في الوقت نفسه على حجم رعب الشرعية، إذ تتخوف من احتمالية اندلاع انفجار شعبي شامل في شبوة يلتهم نفوذها واحتلالها للمحافظة، ويبقى هذا الأمر محتمل وبقوة، وذلك بالنظر إلى شقين اثنين، أحدهما يتعلق بحجم الأزمات والأعباء الإنسانية التي تعيشها محافظة شبوة منذ فترة ليست بالقصيرة، وصولًا إلى جرائم تسليم مديرياتها للمليشيات الحوثية.
من أجل ذلك، رفعت وتيرة المليشيات الإخوانية من اعتداءاتها سواء على صعيد جرائم إطلاق النار على المواطنين لا سيّما المعتصمين أو المتوجهين للمشاركة في الاعتصامات، أو من خلال عمليات الاختطاف التي تسير بشكل ممنهج.
ويلقى ضحايا جرائم الاختطاف التي ترتكبها الشرعية الإخوانية، تعذيبًا واسع النطاق، لا سيّما أنّ هذه المليشيات توسّعت في إنشاء السجون السرية التي يتذوق فيها المعتقلون صنوفًا ضخمة من التعذيب، علمًا بأن عمليات الاختطاف تتم دون أي مسوغات قانونية.
حدث ذلك في مديرية عتق، إذ تواصل مليشيا الشرعية الإخوانية إخفاء مواطنين، اعتقلتهما منذ يومين.
وكان مسلحو النجدة التابعة لمليشيا الشرعية الإخوانية، قد اختطفوا المواطنين صالح سالم العاض وعبدالرحمن عبدالله العاض، خلال عبورهما نقطة أمنية في المدينة.
وأبدى نشطاء جنوبيون تخوفاتهم على وضع الشابين، وتعرضها للتعذيب من قِبل الشرعية الإخوانية التي تملك باعًا طويلة فيما يخص جرائم التعذيب البشع ضد الجنوبيين، عبر عمليات الاعتقال.
وتوصف المعتقلات الإخوانية بأنّها سيئة السمعة، إذ يُحرم المواطنون الجنوبيون الذين يتم اعتقالهم من أدنى حقوقهم الإنسانية، ويُحرمون من التواصل مع أسرهم، وممارسات كل التضييقات الممكنة ضدهم.
ودفع هذا القمع الإخواني الحاد، المعتقلين في كثير من الأحوال إلى الانتفاض على هذه الأوضاع القاسية، وكثيرًا ما نظّموا إضرابات عن الطعام تنديدًا بهول ما يتعرضون له من قمع إخواني تخطّى كل الخطوط الحمر.
إقدام المعتقلين على مثل هذه الخطوات التصعيدية دائمًا ما يأتي مصحوبًا بشعور عام بأنّ المنظمات الدولية لا تسمع لصرخاتهم، إذ يرون أن كف الآذان عن السماع لهذه المطالب يُشجع الشرعية الإخوانية على التوسع في ممارسة هذه الاعتداءات القمعية.