الانتقالي يحاصر خلايا الشرعية النائمة بالجنوب
ضيق المجلس الانتقالي الجنوبي الخناق على خلايا الشرعية النائمة في المحافظات الجنوبية وقدم عدة مقترحات بشأن إقامة مخيمات للنازحين خارج المدن، بعد أن ثبت خطورة توظيف النزوح السياسي على الأمن القومي الجنوبي في الوقت الذي تعمل فيه الشرعية على دفع عناصرها من المحافظات الشمالية التي سلمتها للمليشيات الحوثية للاتجاه جنوبًا.
حذرت الدائرة السياسية في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي خلال لقاء تشاوري، اليوم الأحد، في مدينة زنجبار بمحافظة أبين، من خطر النزوح الممنهج بهدف التغيير الديمغرافي للجنوب، وطالبت في اللقاء التشاوري حول التحديات في محافظات الجنوب، بإقامة مخيمات للنازحين خارج المدن، مشيرة إلى مخططات مليشيات الشرعية الإخوانية لإشاعة الإرهاب في الجنوب.
ليست هذه هي الخطوة الوحيدة التي قررها الانتقالي إذ أن الأسابيع والأيام الماضية كانت شاهدة على جملة من النقاشات التي هدفت للتعامل مع أزمة النزوح باعتبارها قنبلة موقوتة تهدد أمن واستقرار المحافظات الجنوبية، وبدا من الواضح أن الانتقالي في طريقه لاتخاذ قرارات حاسمة تضع حدا لتوظيف الشرعية الغادر للوضع المعيشي والإنساني الذي تسببت فيه بالمحافظات الشمالية، إذ عمدت على تهريب عناصرها الإرهابية والمرتزقة التابعين لها ضمن وفود النازحين التي توالت على المحافظات الجنوبية طيلة العامين الماضيين.
بعث الانتقالي من خلال تحركاته الفاعلة جملة من الرسائل القوية للشرعية الإخوانية، على رأسها أنه يفطن بشكل كامل لكل التحركات التي تقوم بها على الأرض ولديه الحلول، وأن محاولاتها إيقاظ الخلايا النائمة في الوقت الحالي ستقابل بقرارات فاعلة تحصن العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى، كما أنه برهن على أن عمليات النزوح ما هي إلا أحد أشكال الحروب التي تشنها الشرعية الإخوانية ضد الجنوب.
يرى مراقبون أن أمانات المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظات المختلفة تلعب دورا مهمًا على مستوى كشف تزييف الشرعية لكشوف النازحين والتعرف على العناصر الخطرة التي دفعت بها إلى الجنوب لإثارة الفوضى، وبالتزامن مع ذلك هناك جهود أمنية للأجهزة الجنوبية التي تشدد إجراءاتها للتعامل مع ملف النازحين، وأن ما يسهل مهمة الانتقالي أن الشرعية فشلت في اختراق النسيج المجتمعي الجنوبي وأن كافة تحركاتها في هذا الإطار باءت بالفشل.
رفض الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، استغلال القوى المعادية للجنوب، ملف النزوح لتحقيق أطماع سياسية في أبين، وطالب المنظمات الإغاثية الدولية المعنية بملف النازحين بالاضطلاع بواجباتها الإنسانية، عبر بناء مخيمات نزوح، بدلًا من توظيف الملف الإنساني لأجندات سياسية خبيثة تستهدف الإخلال بالتركيبة السكانية.
ووجهت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أبين، بأداء دورها في مواجه التغيير الممنهج للهوية السكانية في مديريات الدلتا، وبذل مزيد من الجهود لوقف تلك المحاولات وكبحها.
طالبت لجنة الإغاثة والإشراف على عمل المنظمات الإنسانية بالمجلس الانتقالي الجنوبي في زنجبار، الوحدة التنفيذية بتصحيح كشوف النازحين، وكشفت اللجنة عن مراجعة كشوفات النازحين في المديرية، عبر فرق ميدانية، مؤكدة رحيل عددًا منهم، دون رفع أسمائهم من الكشوفات، وشددت على تحري الدقة عند تسجيل بيانات النازح، واستبداله بمواطن من المجتمع المضيف لتلقي المساعدات، لمعاناة السكان من تردي الوضع المعيشي.
ومن جانبه حذر وضاح بن عطية، عضو الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، من تواجد النازحين بالمناطق المحررة، لافتا إلى أن الهدف هو تهيئة الأجواء أمام مليشيا الحوثي الإرهابية.
وأشار في تغريدة عبر "تويتر: "ألوية جيش الشرعية بعد أن يسيطر عليها الحوثي تنقسم نصفين! نص ينضم إلى مليشيات الحوثي ونص ينزح إلى المناطق المحررة لتهيئة الأجواء أمام الحوثيين"، وصف النارحين بـ"قنبلة موقوتة"، مؤكدا: "هؤلاء ليسوا بنازحين.. كيف يكونوا نازحين وفي الأعياد يعودون إلى بلادهم؟".